تفسير المفردات
الدنيا : مؤنثة الأدنى ؛ أي أقرب السموات من أهل الأرض والمارد والمريد ، المتعرى عن الخير ؛ من قولهم : شجر أمرد : إذا تعرى من الورق ، يسمعون : أي يستمعون ، والملأ : الجماعة يجتمعون على رأى ، والمراد بهم هنا الملائكة ، يقذفون : يرجمون ، والدحور : الطرد والإبعاد ، واصب : أي دائم ، والخطفة : الاختلاس والأخذ بسرعة على غرّة ، والشهاب : الشعلة الساطعة من النار الموقدة ، والثاقب : المضيء.
الإيضاح
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) أي إنا جعلنا الكواكب زينة فى السماء القريبة منكم بما لها من البهجة والجمال ، وتناسب الأشكال وحسن الأوضاع ، ولا سيما لدى الدارسين لنظامها ، المفكرين في حسابها ، إذ يرون أن السيارات منها متناسبة المسافات ، بحيث يكون كل سيار بعيدا من الشمس ضعف بعد الكوكب الذي قبله.
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) أي وحفظنا السماء أن يتطاول لدرك جمالها ، وفهم محاسن نظامها ، الجهّال والشياطين المتمردون من الجن والإنس ، لأنهم غافلون عن آياتنا ، معرضون عن التفكر في عظمتها ؛ فالعيون مفتحة ، ولكن لا تبصر الجمال ولا تفكر فيه ، حتى تعتبر بما فيه.
(لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) أي إن كثيرا من أولئك الجهال والشياطين محبوسون فى هذه الأرض ، غائبة أبصارهم عن الملأ الأعلى ، لا يفهمون رموز هذه الحياة وعجائبها ، ولا ترقى نفوسهم إلى التطلع إلى تلك العوالم العليا ، والتأمل في إدراك أسرارها ، والبحث في سر عظمتها.
(وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ. دُحُوراً) أي وقد قذفتهم شهواتهم وطردتهم من كل جانب ، فهم تائهون في سكراتهم ، تتخطفهم الأهواء والمطامع والعداوات والإحن ،