ونحو الآية قوله : «وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» وقوله : «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ».
ثم بين سهولة ذلك أمام قدرة الله فقال :
(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ. فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ) أي لا تستصعبوا البعث فإنما يكون بصيحة واحدة بالنفخ في الصور ، فإذا الناس قيام من مراقدهم أحياء ينظرون إلى ما كانوا يوعدون به من قيام الساعة.
(وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦))
تفسير المفردات
قال الزجاج : الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة ، والدين : الجزاء كما جاء فى قولهم «كما تدين تدان» ، والفصل : الفرق بين المحسن والمسيء وتمييز كل منهما عن الآخر ، احشروا : أي اجمعوا ، وأزواجهم : أي أمثالهم وأشباههم ، فيحشر أصحاب الخمر معا ، وأصحاب الزنا كذلك ، واهدوهم : أي دلوهم عليها ، والصراط : الطريق ، والجحيم : النار ، وقفوهم : أي احبسوهم في الموقف ، مسئولون : أي عن عقائدهم وأعمالهم ، لا تناصرون : أي لا ينصر بعضكم بعضا ، مستسلمون : أي منقادون وأصل الاستسلام : طلب السلامة ويلزمه الانقياد عرفا.