أي مريض ، فراغ : أي فذهب خفية إلى أصنامهم ، وأصل الروغ والروغان : الميل قال شاعرهم :
ويريك من طرف اللسان حلاوة |
|
ويروغ عنك كما يروغ الثعلب |
باليمين : أي بقوة وشدة ، يزفون : أي يسرعون ؛ من زفّ النعام ، أي أسرع.
الإيضاح
(وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) أي وإن ممن سار على نهج نوح ، وسلك طريقه ، فى اعتقاد التوحيد والبعث ، والتصلب في دين الله ، ومصابرة المكذبين ـ إبراهيم صلوات الله عليه.
(إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) أي إذ أخلص قلبه لربه وجعله خاليا من كل شئون الحياة الدنيا ، فلا غش لديه ولا حقد ، ولا شىء مما يشينه من العقائد الزائفة ، والصفات القبيحة.
ثم فصل ما سلف فقال :
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ؟) أي جاء بقلب سليم حين قال منكرا على أبيه وقومه عبادة الأصنام والأوثان : أىّ شىء تعبدون؟
وهذا منه استنكار وتوبيخ لهم على ما يعبدون ، إذ لا ينبغى لعاقل أن يركن إلى مثل هذه المعبودات التي لا تضر ولا تنفع.
ثم بين الإنكار وفسره بقوله :
(أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ؟) أي أتريدون آلهة من دون الله تعبدونها إفكا وكذبا ، دون أن تركنوا في ذلك إلى دليل من نصّ ، ولا تأييد من نقل ، إن هذا منكم إلا خبال وخطل في الرأى.
(فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي أىّ شىء ظنكم برب العالمين الحقيق بالعبادة؟ أي أعلمتم أىّ شىء هو ، حتى جعلتم الأصنام شركاء له؟