من الله ، فهو لا يعزب عن علمه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء.
ونحو الآية قوله : «يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ. عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ».
وفى هذا دليل على أن المنجمين لا يمكنهم الجزم بشىء مما يقولون البتة ، وإنما غايته ادعاء ظن ضعيف قد يصيب وربما لا يصيب ، وعلم الله هو المقطوع به الذي لا يشركه فيه أحد.
ثم ذكر بعض ما يحدث فى هذا اليوم فقال :
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) أي واذكر أيها الرسول لقومك يوم ينادى سبحانه عباده المشركين على رءوس الأشهاد تهكما بهم واستهزاء بأمرهم ـ أين شركائى الذين عبدتموهم معى؟ فيجيبون ويقولون : أعلمناك أنه ليس أحد منا يشهد اليوم أن معك شريكا ، ونفى الشهادة يراد به التبرؤ منهم ، لأن الكفار يوم القيامة ينكرون عبادة غير الله كما حكى الله عنهم أنهم قالوا : «وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ».
والخلاصة ـ إن قوله آذناك إخبار بإعلام سابق علمه الله من أحوالهم يوم القيامة ، وأنهم لم يبقوا على الشرك ، وعلى تلك الشهادة ، كأنهم يقولون أنت أعلم به ، ثم يأخذون فى الجواب.
(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) أي وغابت عنهم آلهتهم التي كانوا يعبدونها فى الدنيا ، فأخذ بها طريق غير طريقهم فلم تنفعهم ولم تدفع عنهم شيئا من عذاب الله الذي حل بهم.
(وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أي وأيقنوا حينئذ أنه لا ملجأ لهم من عذاب الله.