وقصارى ذلك ـ إنهم تفرقوا بعد العلم الذي حصل من النبي المبعوث إليهم المصدّق لكتابهم ، لأنهم شكوا فى كتابكم فلم يؤمنوا به ولم يعملوا بما فيه من أمر ونهى.
(فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥))
تفسير المفردات
ادع : أي إلى الائتلاف والاتفاق ، واستقم : أي اثبت على الدعاء كما أوحى إليك ، آمنت بما أنزل من كتاب : أي صدقت بجميع الكتب المنزلة ، لا حجة : أي لا احتجاج ولا خصومة :
المعنى الجملي
بعد أن أمرهم سبحانه فيما سلف بالوحدة فى الدين وعدم التفرق فيه ، وذكر أنهم قد تفرقوا فيه من بعد ما جاءهم العلم ، بغيا وحسدا ، وعنادا واستكبارا ـ أمر رسوله صلى الله عليه وسلّم بالدعوة إلى الاتفاق على الملة الحنيفية والثبات عليها والدعوة إليها وألا يتبع أهواءهم الباطلة ، ثم أمره بالإيمان بجميع الكتب السماوية ، وبالعدل بين الناس والمساواة بينهم وبين نفسه ، فلا يأمرهم بما لا يعمله ، أو يخالفهم فيما نهاهم عنه ؛