لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢) وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (٣٤) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥))
تفسير المفردات
لأبيه : أي آزر ، براء : كلمة لا تثنى ولا تجمع يقولون : أنا منك براء ، ونحن منك براء ، فإن قلت برىء ثنيت وجمعت ، فطرنى : أي خلقنى ، والكلمة : هى كلمة التوحيد فى عقبه : أي فى ذريته ، مبين : أي ظاهر الرسالة بما له من المعجزات الباهرة ، من القريتين : أي من إحدى القريتين مكة والطائف ، والرجل الذي من مكة : هو الوليد ابن المغيرة المخزومي وكان يسمى ريحانة قريش ، والذي من الطائف : هو عروة بن مسعود الثقفي ، ورحمة ربك : هى النبوة ، والسخرىّ : هو الذي يقهر على العمل ، والسقف بضمتين : واحدها سقف كرهن ورهن ، والمعارج : واحدها معرج كمنبر ، وهو المسمى الآن (أسنسير) وهذا من معجزات القرآن إذ لم يكن معروفا عصر التنزيل ، يظهرون أي يرتقون ، زخرفا : أي نقوشا وتزاويق ، قال الراغب الزخرف : الزينة المزوقة ، ومنه قيل للذهب زخرف ، ولمّا بمعنى إلا ، حكى سيبويه نشدتك الله لمّا فعلت كذا : أي إلا فعلت كذا.