الصلاة ، من دون حاجة إلى مخرج ، وأنّ المصلّي بعد إتمام الشهادتين خارج عن الصلاة ، فيكون التسليم خارجا عنها ، لكان يسأل البتّة ، فما وجه التزام العبد بالتسليم؟ وأيّ ارتباط به للصلاة والتعقيب؟ على أنّهم لا يعاملون فيه معاملة التعقيب أصلا ، كما هو ظاهر.
الثالث : صحيحة علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليهماالسلام : عن الرجل يكون خلف الإمام فيطوّل الإمام التشهّد فيأخذ الرجل البول أو يتخوّف على شيء يفوت ، أو يعرض له وجع كيف يصنع؟ قال : «يتشهّد هو وينصرف ويدع الإمام» (١).
ويرد فيه جميع ما أوردناه سابقا بعينه أو بنظيره.
ومع ذلك نقول : هذه الرواية على ما رواه في «الفقيه» و «التهذيب» هكذا قال : «يسلّم وينصرف ويدع الإمام» (٢) ، وما ذكره المستدلّ ذكره الشيخ في موضع آخر من «التهذيب» (٣).
ومعلوم أنّ «الفقيه» أضبط سيّما إذا وافقه الشيخ أيضا ، فإنّ الثابت في الكتابين ليس مثل الثابت في كتاب واحد ، سيّما إذا كان أحد الكتابين.
مع أنّ الظاهر أنّه الحقّ لمطابقته لصحيحة زرارة ، وصحيحة الحلبي المرويّتين في الكتابين أيضا عن الصادق عليهالسلام : عن رجل يكون خلف الإمام فيطيل الإمام التشهّد ، قال : «يسلّم ويمضي لحاجته إن أحبّ» (٤).
__________________
(١) قرب الإسناد : ٢٠٧ الحديث ٨٠٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤١٣ الحديث ١١٠٤٧.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٦١ الحديث ١١٩١ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٨٣ الحديث ٨٤٢.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٤٩ الحديث ١٤٤٦.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٥٧ الحديث ١١٦٣ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٤٩ الحديث ١٤٤٥ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤١٣ الحديث ١١٠٤٨ مع اختلاف يسير.