مع أنّ أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مع غاية شدّة اعتقادهم بكونه صلىاللهعليهوآلهوسلم رسولهم وخاتم النّبيّين ، ونهاية بذل أموالهم بل ودمائهم في إعلاء دينه ، كانوا يتّهمونه بخلاف العدالة ، بل عامّة الخلق يتّهمون الله تعالى في العدل ، نعوذ بالله من أمثال ذلك ، كما أنّ كثيرا من الناس لا يراعون في الإمام العدالة أصلا ، عصمنا الله تعالى من خلاف رضاه بمحمّد وآله صلوات الله عليهم.
قوله : (ولا يجوز). إلى آخره.
قال في «المنتهى» : إنّه مذهب علمائنا أجمع ، خلافا لبعض الجمهور ، فظهر منه عدم ذهاب شاذّ منّا إلى الخلاف (١).
ثمّ استدلّ عليه بروايتين من طريق العامّة أحدهما : أنّه جاء رجال يصلّون بصلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فخرج مغضبا ، وأمرهم أن يصلّوا النوافل في بيوتهم (٢).
والاخرى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا أنّه قال : «خير الصلاة صلاة المرء في بيته إلّا المكتوبة» (٣).
قلت : ورد صحاح من طرقنا (٤) موافقة للأولى ومصدّقة لها ، والثانية مجمع عليها بين الشيعة.
ثمّ استدلّ من طرق الخاصّة بصحيحة زرارة وابن مسلم والفضيل عن الصادقين عليهماالسلام : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ الصلاة بالليل في شهر رمضان النافلة في جماعة بدعة (٥).
__________________
(١) منتهى المطلب : ٦ / ١٧١.
(٢) المصنّف لابن أبي شيبة : ٢ / ١٤٨ الحديث ١ ، المعجم الكبير : ٥ / ١٤٤ الحديث ٤٨٩٢.
(٣) المصنّف لابن أبي شيبة : ٢ / ١٤٨ الحديث ١ ، المعجم الكبير : ٥ / ١٤٤ الحديث ٤٨٩٢.
(٤) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٥ الباب ١٠ من أبواب نافلة شهر رمضان.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٨٧ الحديث ٣٩٤ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٦٩ الحديث ٢٦٦ ، الاستبصار : ١ / ٤٦٧ الحديث ١٨٠٧ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٥ الحديث ١٠٠٦٢.