شبهة ، وعدم الاكتفاء بالمعيّة فيها البتّة ، وأنّ هذا داخل في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ليؤتمّ به» وفي قولهم : يجب المتابعة ، وجميع ما دلّ على الاقتداء والائتمام والمتابعة وغيره ، فتأمّل!
هذا ؛ وكيف كان ؛ لا شكّ في عدم الاكتفاء بالمقارنة والمعيّة المحضة في غير تكبيرة الافتتاح أيضا ، في مقام تحصيل براءة الذمّة عن اشتغالها بالفريضة اليقينيّة والخروج عن العهدة ، مع ترك القراءة الواجبة عليه في صورة عدم الائتمام الشرعي قطعا وبالضرورة ، سيّما والغرض من الجماعة تحصيل المثوبة الاخرويّة ، وأنّه لذلك ورد في الأخبار الحث والتحريض والتأكيد والتشديد.
بل نفس الاستحباب والمطلوبيّة ليس إلّا من الجهة المذكورة ، وأنّ هذا طريق آخر للتبادر الذي ذكرناه.
فإنّ المتبادر من الأخبار من لفظ «الجماعة» ليس إلّا الجماعة المطلوبة المستحبّة ، التي بإزائها ثواب وأجر البتّة ، فما في «الجامع» كيف يقاوم الأخبار المتواترة من هذه الجهة أيضا ، فضلا أن يغلب عليها فيها أيضا؟! فالجماعة الخالية عن الإجزاء بالمرّة ليست داخلة في الأخبار وكلام الأخيار ، فثبوت صحّتها شرعا إلى أن صحّ ترك القراءة الواجبة فيها ، بل ويجب الترك بمجرّد الرواية المذكورة ، فيه ما فيه.
قوله : (أمّا المتابعة في الأقوال).
في «المدارك» : أنّ الشهيد أوجب في جملة من كتبه المتابعة في الأقوال أيضا ، وربّما كان مستنده عموم قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّما جعل الإمام إماما ليؤتمّ به» وهو أحوط (١).
__________________
(١) مدارك الأحكام : ٤ / ٣٢٧ ، لاحظ! الدروس الشرعيّة : ١ / ٢٢١ ، البيان : ٢٣٨.