الإسلام ، والتمكّن من إظهار شعائره في بلاد الشرك ، معلّلا بأنّ الهجرة قربة وطاعة ، فقدّم السابق لسبقه إلى الطاعة (١).
وعن الفاضل يحيى بن سعيد : أنّ المراد بالأقدم هجرة في زماننا : المتقدّم في التعلّم (٢).
وعن «الذكرى» أنّه قال : وربّما جعلت الهجرة في زماننا سكنى الأمصار ؛ لأنّها تقابل البادية مسكن الأعراب ؛ لأنّ أهل الأمصار أقرب إلى تحصيل شرائط الإمامة (٣).
وفيه ؛ أنّ المفروض كون الإمام مستجمعا لشرائط الإمامة ، واستفادة ما ذكر إلى آخره من لفظ الأقدم هجرة فيه ما فيه ، بل ما ذكره في «التذكرة» من أنّ المراد منه سبق الإسلام ، وكذا كون المراد أولاد من سبق هجرته أيضا محلّ نظر ، فالظاهر اختصاص ذلك بزمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتابعين ونحوهما ممّن تحقّق منه الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام ، والله يعلم.
ولم يتعرّض المصنّف لذكر التقديم بالأصبحيّة وجها ، والأكثر اعتبروا ذلك بعد الأقدميّة هجرة ، وهذا مختار الثلاثة وأتباعهم (٤) ، ورواه المرتضى رواية على ما صرّح في «التذكرة» (٥).
أقول : قد ذكرت عن «العلل» الرواية الصريحة في اعتبارها ، بعد التوافق في
__________________
(١) تذكرة الفقهاء : ٤ / ٣٠٨ المسألة ٥٨٣.
(٢) نقل عنه في ذكرى الشيعة : ٤ / ٤١٨.
(٣) ذكرى الشيعة : ٤ / ٤١٧.
(٤) نقل عن المفيد في المعتبر : ٢ / ٤٤٠ ، النهاية للشيخ الطوسي : ١١١ ، المراسم : ٨٧ ، الوسيلة إلى نيل الفضيلة : ١٠٥ ، المهذّب : ١ / ٨١.
(٥) تذكرة الفقهاء : ٤ / ٣١٠ المسألة ٥٨٥ ، لاحظ! رسائل الشريف المرتضى : ٣ / ٤٠.