السن (١).
واختلفوا في تفسيره ، فبعضهم : أحسنهم صورة ؛ لأنّ الظاهر عنوان الباطن ، وحسن الصورة علامة حسن الأخلاق ، كما صرّح به أهل القيافة ، واشتهر بين الناس ، وجرى التخلّف نادرا من جهة سوء خلقه في عضو لا يتفطّن به ، مع أنّ النادر غير مضرّ ، فتأمّل جدّا!
وورد : «اطلبوا الحاجة عند حسان الوجوه» (٢) على ما هو ببالي.
وقال الآخرون : أحسنهم ذكرا بين الناس (٣) ؛ لدلالته على حسن الحال عند الله ، وورد مدحه في الأخبار ، منها عن علي عليهالسلام في عهده إلى الأشتر رضى الله عنه حيث قال : «وإنّما يستدلّ على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده» (٤).
وقال في «التذكرة» : فإن استووا في ذلك كلّه قدّم أشرفهم ، أي أعلاهم نسبا ، وأفضلهم في نفسه ، فإن استووا في هذه الخصال قدّم أتقاهم وأورعهم ؛ لأنّه أشرف في الدين ، وأقرب إلى الإجابة (٥).
قلت : لما ورد عنهم عليهمالسلام : «إن سرّكم أن تزكّوا صلاتكم فقدّموا خياركم» (٦) ، وأمثال ذلك ممّا لا يحصى ، ويظهر منها أنّه موجب التقديم مطلقا.
ثمّ قال : فإن استووا في ذلك كلّه ، فالأقرب القرعة.
وقال : وهذا كلّه تقديم استحباب ، لا تقديم اشتراط ولا إيجاب ، فلو قدّم
__________________
(١) علل الشرائع : ٣٢٦ الحديث ٢.
(٢) الخصال : ٣٩٤ الحديث ٩٩ ، وسائل الشيعة : ١٢ / ١٣٩ الحديث ١٥٨٧٨ مع اختلاف يسير.
(٣) تذكرة الفقهاء : ٤ / ٣١٠ المسألة ٥٨٥.
(٤) نهج البلاغة (عبده) : ٦٠٠ الكتاب ٥٣.
(٥) تذكرة الفقهاء : ٤ / ٣١٠ المسألة ٥٨٥.
(٦) المقنع : ١١٨ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣١٥ الحديث ١٠٧٧٠.