وعن «الذكرى» أنّه قوي نظرا إلى ما فيه من تحصيل الجماعة الذي هو أعظم من فضل الأذان ، والتفاتا إلى أن العدول إلى النفل قطع للفريضة أيضا ، أو مستلزم لجوازه (١).
واستحسنه في «المدارك» (٢) ، وفيه نظر يظهر من التأمّل في الإجماع والخبرين والفتاوى ، على حسب ما نبّهنا عليه.
قوله : (للإجماع والصحاح).
أمّا الإجماع فقد ادّعاه في «المدارك» (٣) ، وأمّا الصحاح فصحيحة إسماعيل بن بزيع ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام : إنّي أحضر المساجد مع جيراني وغيرهم فيأمروني بالصلاة بهم ، وقد صلّيت قبل أن آتيهم ، فربّما صلّى خلفي من يقتدي بصلاتي والمستضعف والجاهل ، وأكره أن أتقدّم وقد صلّيت لحال من يصلّي بصلاتي ممّن سمّيت لك ، فمرني في ذلك بأمرك أنتهي إليه وأعمل به إن شاء الله ، فكتب : «صلّ بهم» (٤).
وصحيحة الحلبي عن الصادق عليهالسلام قال : «إذا صلّيت وأنت في المسجد واقيمت الصلاة ، فإن شئت فاخرج ، وإن شئت فصلّ معهم واجعلها تسبيحا» (٥).
وصحيحة الحفص بن البختري عن الصادق عليهالسلام : في الرجل يصلّي [الصلاة]
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ٤ / ٤٦٨.
(٢) مدارك الأحكام : ٤ / ٣٨١.
(٣) مدارك الأحكام : ٤ / ٣٤١.
(٤) الكافي : ٣ / ٣٨٠ الحديث ٥ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٥٠ الحديث ١٧٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٠١ الحديث ١١٠١٨.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٦٥ الحديث ١٢١٢ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٧٩ الحديث ٨٢١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٠٢ الحديث ١١٠٢١ مع اختلاف يسير.