وقويّة إسحاق بن عمّار أنّه قال للصادق عليهالسلام : أدخل المسجد وقد ركع الإمام فأركع بركوعه وأنا وحدي وأسجد ، فإذا رفعت رأسي فأيّ شيء أصنع؟ فقال : «قم فاذهب إليهم ، فإن كانوا قياما فقم معهم ، وإن كانوا جلوسا فاجلس معهم» (١).
وفي الصحيح : أنّ الصادق عليهالسلام دخل يوما المسجد الحرام في صلاة العصر ، فلمّا كان دون الصفوف ركعوا فركع وحده وسجد السجدتين ثمّ قام فمشى حتّى لحق الصفوف (٢) ، فتأمّل!
وما ادّعى المصنّف من الإجماع على التخيير الذي ذكره ، هو دعوى العلّامة في «المنتهى» (٣).
ويمكن الجمع بين الأخبار بأنّ ما دلّ على المشي راكعا حتّى يلحق بالصف إنّما يكون في صورة يكون المأموم قريبا من الصف بحيث يلحق الصف في مشيه راكعا ، كما هو مضمون صحيح ابن مسلم. وما دلّ على السجود في مكانه فإذا قام الإمام لحق بالصف ، يكون في صورة لا يدرك الصف في حال المشي في الركوع ، كما هو الظاهر من صحيح عبد الرحمن ، حيث قال : «فظننت أنّك إن مشيت إليه رفع رأسه» ؛ إذ المشي حال الركوع أبطأ منه حال القيام ، فإذا كان حال القيام إن مشى إليه لم يدركه في ركوعه فحال الركوع بطريق أولى ، فالمراد الجمع بين حكميهما لا
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٥٧ الحديث ١١٦٤ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٨١ الحديث ٨٣٠ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٨٦ الحديث ١٠٩٧٣.
(٢) الكافي : ٣ / ٣٨٤ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٨١ الحديث ٨٢٩ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٨٤ الحديث ١٠٩٦٩ مع اختلاف يسير.
(٣) منتهى المطلب : ٦ / ٢٨٣ و ٢٨٤.