وفي «الفقيه» ـ بعد ذكر صحيحة معاوية بن شريح التي ذكرناها سابقا ـ ذكر هكذا : ومن أدرك الإمام وهو ساجد كبّر وسجد معه ولم يعتدّ بها (١). إلى آخر ما ذكره.
واحتمل المصنّف في «الوافي» كون ما ذكر من تتمّة الصحيحة ، او كونه من كلام الصدوق ، فعلى الأوّل دليل آخر على المطلوب في المقام ، وعلى الثاني شاهد ومؤيّد (٢).
وجعل بعض العلماء كلام الصدوق حجّة كالحديث (٣) ، والله يعلم.
قوله : (لزيادة الركن).
بناؤهم على أنّ شغل الذمّة اليقيني يستدعي البراءة اليقينيّة ، وحصولها من مجرّد الخبر المذكور مشكل ، لعدم ثبوت العدالة ، وعدم تحقّق الانجبار أيضا ، لأنّ عمل الأكثر كلّهم أو بعضهم بالخبر المذكور لعلّه من باب التسامح في السنن لا كون الخبر حجّة ، لكن على هذا لا يبقى لحكمهم بالاستحباب وجه ، لأنّ بعد استئناف النيّة والتحريمة يبطل ما فعله أوّلا ، ويخرج عن مورد النص ، لأنّ الظاهر منه عدم الاعتداد بخصوص السجدة وصحّة صلاته ، وإتمامها كما هي من دون استئناف ، ومن غير إبطال لها.
إلّا أن يمنعوا هذا الظهور ، بأن يقولوا باحتمال عود الضمير في قوله عليهالسلام : «ولا تعتدّ بها» إلى نفس الصلاة ، أو احتمال كون عدم الاعتداد بالسجدة عدم الاعتداد بالصلاة أيضا ، أو يقولوا بأنّ الاحتمالين خلاف الظاهر ، لكن يقولون بضعف
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٦٥ الحديث ١٢١٤.
(٢) الوافي : ٨ / ١٢٣٠ ذيل الحديث ٨١٢٢.
(٣) ذكرى الشيعة : ١ / ٥١.