الدرك كيف يكون راجح الفعل؟ بل يكون راجح الترك بطريق أولى.
وممّا ذكر ظهر أنّ القول بعدم إدراك الركعة بفوات التكبيرة لا يجتمع مع القول برجحان الاقتداء بعد فوت الركوع ، كما مرّ الإشارة إليه عند نقل مذهب الشيخ في «النهاية» (١) فلاحظ ، وتأمّل!
قوله : (وكذا الحكم). إلى آخره.
وذلك لأنّ السجدة الواحدة زيادتها في الصلاة عمدا مبطل للصلاة وإن لم تكن ركنا ، وفي المقام زيادتها فيها عمد وليست بسهو.
ولم يثبت من الشرع اغتفارها بحيث يحصل معها البراءة اليقينيّة والامتثال العرفي ، على حسب ما ذكر في زيادة السجدتين للمتابعة والاقتداء فيهما ، ولا يرد ما ذكر في التشهّد ، لما ستعرف.
قوله : (وأدنى). إلى آخره.
أقول : عند الأصحاب لم يكن فرق بين هذه السجدة وغيرها أصلا ، وكأنّ أدنى الفضيلة عندهم درك الإمام بعد رفع رأسه عن السجدة الأخيرة ، وقطعوا بأنّه يكبّر ويجلس مع الإمام ، فإذا سلّم الإمام قام وأتمّ صلاته ، من دون حاجة إلى استئناف النيّة وتكبيرة الافتتاح.
والمحقّق في «المعتبر» على أنّه مخيّر بين الإتيان بالتشهّد وعدمه (٢) ، وكذا العلّامة وغيرهما (٣).
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٤٤١ من هذا الكتاب.
(٢) المعتبر : ٢ / ٤٤٧.
(٣) نهاية الإحكام : ٢ / ١٣٢ ، روض الجنان : ٣٧٨.