مع أنّ الشيخ في «العدّة» صرّح بأنّ الطائفة عملت بما رواه سماعة (١) ، والمفيد في رسالته في الردّ على الصدوق ، ذكر أنّه من الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والأحكام ، وأصحاب الاصول المدونة ، والمصنّفات المشهورة الّذين لا مطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم (٢).
وذكرت أيضا في الرجال أنّه لم يكن واقفيا ، وأنّه كان يروي عنه ابن أبي عمير ، وابن أبي نصر ، وعبد الله بن المغيرة ، وعبد الله بن مسكان ، ويونس بن عبد الرحمن ، وأبان بن عثمان ، وجميل بن دراج ، وغيرهم من الجماعة الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم ، مع غاية جلالتهم ووثاقتهم ، ويروي عنه أيضا جعفر بن بشير وغيره ، ممّن لا يروي إلّا عن الثقة ، إلى غير ذلك ممّا ذكرت فيه (٣).
هذا كلّه ، مضافا إلى معلوميّة كون شعار الخليفة الأوّل والثاني ومن تبعهما تركه ، كما أنّ شعار أمير المؤمنين عليهالسلام ومن تبعه فعله. وورد أنّ «من تشبّه بقوم فهو منهم» (٤).
وأمّا الحكم بالوجوب ، والفتوى بعدم جواز الترك ، فلعلّه لا يخلو عن إشكال ، بملاحظة قول أمير المؤمنين عليهالسلام إنّه : «من توقير الصلاة» (٥).
وإنّ صحيحة حمّاد (٦) ، وصحيحة زرارة (٧) ، ونظائرهما خالية عن ذكره
__________________
(١) عدة الاصول : ١ / ١٥٠.
(٢) رسالة جوابات أهل الموصل : ٢٥ و ٤١.
(٣) تعليقات على منهج المقال : ١٧٤ و ١٧٥.
(٤) عوالي اللآلي : ١ / ١٦٥ الحديث ١٧٠.
(٥) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣١٤ الحديث ١٢٧٧ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٤٧ الحديث ٨١٤٦.
(٦) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٩٦ الحديث ٩١٦ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٨١ الحديث ٣٠١ ، أمالي الصدوق : ٣٣٧ الحديث ١٣ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٥٩ الحديث ٧٠٧٧.
(٧) الكافي : ٣ / ٣٣٤ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٨٣ الحديث ٣٠٨ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٦١ الحديث ٧٠٧٩.