وكذا يكره مدافعة الأخبثين ، للصحيح : «لا صلاة لحاقن ولا لحاقب (١) وهو بمنزلة من هو في ثوبه» (٢) ، والمراد نفي الفضيلة للإجماع على الصحّة.
وينبغي أن يعلم أنّ الخشوع بالقلب روح الصلاة ، فإذا فقدته الصلاة بقيت كجسد بلا روح ، وقد مضى ما ينبّه على ذلك من الأخبار (٣). وخشوع القلب مستلزم لخشوع الجوارح ، ولهذا لمّا رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم العابث في الصلاة قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لو خشع قلبه لخشعت جوارحه» (٤).
وكان علي بن الحسين عليهماالسلام إذا قام في الصلاة تغيّر لونه ، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتّى يرفض عرقا (٥) ، وكان عليهالسلام إذا قام في الصلاة كأنّه ساق شجرة لا يتحرّك منه إلا ما حرّكت الريح منه (٦).
ومن الآداب أن يصلّي صلاة مودّع يخاف أن لا يعود إليها ، كما في الحسن (٧) وغيره (٨). جعلنا الله من الخاشعين الخائفين بمنّه.
__________________
(١) يعني : بالحاقن حابس البول ، والحاقب حابس الغائط «منه رحمهالله».
(٢) الوافي : ٨ / ٨٦٤ الحديث ٧٢٦١ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٥١ الحديث ٩٢٥٢ ، في الوسائل : لا صلاة لحاقن ولا حاقنة ، للتوسّع لاحظ! الحدائق الناضرة : ٩ / ٦١.
(٣) لاحظ! مفاتيح الشرائع : ١ / ١٧٢ و ١٧٣.
(٤) مستدرك الوسائل : ٥ / ٤١٧ الحديث ٦٢٣٣.
(٥) وسائل الشيعة : ٥ / ٤٧٤ الحديث ٧٠٩٧.
(٦) وسائل الشيعة : ٥ / ٤٧٤ الحديث ٧٠٩٨.
(٧) وسائل الشيعة : ٥ / ٤٧٤ الحديث ٧١٠٠.
(٨) مستدرك وسائل الشيعة : ٤ / ٩٤ الحديث ٤٢١٨ ، ٩٦ الحديث ٤٢٢١.