ذكرناه كفاية (١) ، انتهى.
أقول : ويعضد ما ذكره اتّفاق أهل السنّة على المنع ، وهذا ربّما يصير مانعا عن الشهرة بين الشيعة تقيّة و (٢) اتّقاء ، بل وربّما صار ما اتّفق عليه أهل السنّة هو المشتهر بين الشيعة لما ذكر ، كما مرّ في بحث الأوقات المكروهة ، والنفاس (٣) ، وأمثالهما.
بل ربّما يظهر الحقّ في مسألة في زمان ظهور القائم عليهالسلام ، كما يظهر من الأخبار (٤) ، ويشهد عليه الاعتبار.
وممّا يعضد أيضا أنّه لم يعهد من الفقهاء اشتراط الشهرة والتداول في صحّة المعاملات ، ولا عدمها مانعا عنها في معاملة من المعاملات ، سيّما التي وقع النزاع في صحّتها ، وتكون من المشكلات.
وممّا يعضد أيضا أنّا نرى بالوجدان أنّ الأزمنة تتفاوت في شيوع معاملة وعدمها ، وعلمنا أنّها تفاوتت في ذلك ، فلاحظ وتأمّل! وكذلك في الأمكنة كما لا يخفى ، فلعلّ المنشأ في الأمكنة هو المنشأ في الأزمنة ، أو مثله ، فتدبّر.
ثمّ نقل عن غير واحد من العامّة من غير المشهورين منهم موافقتهم للخاصّة. ونقل أيضا بعض رواياتهم الدالّة على صحّة مذهب الخاصّة (٥).
ثمّ قال : احتجّ مانع لحوق ما عدا الدعاء والصدقة والحج بقوله تعالى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلّا ما سَعى) (٦).
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ٢ / ٧٨ و ٧٩.
(٢) في (د ا) : أو.
(٣) راجع! الصفحة : ٥٤١ و ٥٤٢ (المجلّد الخامس) و ٢٧١ و ٢٧٢ (المجلّد الأوّل) من هذا الكتاب.
(٤) انظر! بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٤٧ الحديث ٩٧ ، ٣٥٢ الحديث ١٠٦ ، ٣٦٤ الحديث ١٣٩ ـ ١٤٩.
(٥) ذكرى الشيعة : ٢ / ٧٩.
(٦) النجم (٥٣) : ٣٩.