وبقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له» (١).
وأجاب بأنّهما عامّ مخصوص بمحلّ الوفاق ، فما اجيب عنه فهو جوابنا ، فهذا كاف في الجواب.
ثمّ نقول : الأعمال الواقعة نيابة عنه بعد موته نتيجة سعيه في تحصيل الإيمان ، واصول العقائد المسوّغة للنيابة عنه ، فهي مستندة إليه (٢) ، انتهى.
أقول : وربّما كانت أعماله وعقائده هي المحرّكة لقلب الأحياء في ميلهم إلى الصلاة وأمثالها عنه ، والشوق في ذلك ، والسعي فيه ، والصبر عليه.
بل ورد في الأخبار : أنّ من عمل لغيره عملا صالحا يجعل الله ذلك سببا لأن يعمل غيره عنه وقت حاجته وبعد فوته ، «كما تدين تدان» (٣).
ومن هذا ورد : أنّ من عمل حسنة فله عشر أمثالها (٤) ، مع أنّ الذي يسعى هو الواحد لا التسعة الزائدة ، بل ورد أزيد من العشرة أيضا ، حتّى إلى السبعمائة (٥) ، بل وأضعاف ذلك (٦) أيضا ، كما ورد أيضا أقل من العشرة (٧) ، بل الاختلاف في الأخبار شديد في جزاء الحسنة الواحدة ، وليس ذلك إلّا من أحوال فاعلها ، وبالقياس إليها ، كما هو المحقّق المسلّم ، كما لا يخفى على المطّلع.
__________________
(١) عوالي اللآلي : ٢ / ٥٣ الحديث ١٣٩ ، بحار الأنوار : ٢ / ٢٢ الحديث ٦٥.
(٢) ذكرى الشيعة : ٢ / ٨٠.
(٣) بحار الأنوار : ٧١ / ٤١٢ الحديث ٢٦.
(٤) الكافي : ٢ / ٤٢٨ الحديث ٢ ، وسائل الشيعة : ١ / ٥١ الحديث ٩٩.
(٥) تفسير العيّاشي : ١ / ١٦٦ و ١٦٧ الحديث ٤٧٩ و ٤٨٢ ، التوحيد للصدوق : ٤٠٨ الحديث ٧ ، بحار الأنوار : ٦٨ / ٢٤٧ و ٢٤٨ الحديث ٧ و ٨ ، وسائل الشيعة : ١ / ٥٥ الحديث ١١٢.
(٦) تفسير العيّاشي : ١ / ١٥١ الحديث ٤٣٥ ، معاني الأخبار : ٣٩٧ الحديث ٥٤ ، بحار الأنوار : ٦٨ / ٢٤٦ الحديث ١.
(٧) مستدرك الوسائل : ٤ / ٤٧٥ الحديث ٥٢٠٤ ، ١٢ / ٤١٨ الحديث ١٤٤٨٣.