واستدلّ العلّامة فيهما بقوله تعالى (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) (١) ، ورواية الجمهور عن أبي مطرف قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يصلّي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء (٢) (٣).
والأزيز لغة : غليان الصدر وحركته بالبكاء (٤).
والظاهر أنّ البكاء من حبّ الله أيضا كالبكاء من خشية الله ، وكذلك البكاء شوقا أو سرورا من ألطافه وشفقته ومحبّته به ، والبكاء من خشيته تعالى يشمل ما هو من خشية الطرد عن قربه والفراق عنه ونحوهما.
وروى الصدوق بسنده عن منصور بن يونس ، أنّه سأل الصادق عليهالسلام : عن الرجل يتباكى في الصلاة الفريضة حتّى يبكي ، قال : «قرّة عين له والله ، وقال : إذا كان ذلك فاذكرني عنده» (٥).
و «كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاث أعين : عين بكت من خشية الله ، وعين غضّت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله» (٦).
وفي «الكافي» و «التهذيب» بطريقهما المعتبر كالصحيح ، عن سعيد بيّاع السابري ، أنّه قال للصادق عليهالسلام : أيتباكى الرجل في الصلاة؟ فقال : «بخ بخ ، ولو مثل رأس الذباب» (٧).
__________________
(١) مريم (١٩) : ٥٨.
(٢) مسند أحمد : ٤ / ٦٠٤ الحديث ١٥٨٧٧ و ١٥٨٨٢ ، سنن النّسائي : ٢ / ٢٥١ مع اختلاف يسير.
(٣) تذكرة الفقهاء : ٣ / ٢٨٦ و ٢٨٧ المسألة ٣٢٦ ، منتهى المطلب : ٥ / ٢٩٦ و ٢٩٧.
(٤) لسان العرب : ٥ / ٣٠٧.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٨ الحديث ٩٤٠ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٤٧ الحديث ٩٢٤٠ مع اختلاف يسير.
(٦) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٨ الحديث ٩٤٢ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٤٧ الحديث ٩٢٤٢.
(٧) الكافي : ٣ / ٣٠١ الحديث ٢ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٨٧ الحديث ١١٤٨ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٢٤٨ الحديث ٩٢٤٤.