ومَسكِن (١).
وللامام الحسن خطته من هذين المعسكرين.
ـ اما « المدائن » فكانت رأس الجسر صوب فارس والبلاد المتاخمة لها. وهي بموقعها الجغرافي ، النقطة الوحيدة التي تحمي الخطوط الثلاث التي تصل كلاً من الكوفة والبصرة وفارس ، بالاخرى. وتقف بقيمتها العسكرية درءاً في وجه الاحداث التي تنذر بها ظروف الحرب. وكانت
__________________
وكانت اذ ذاك عاصمة الشرق الفارسي كله ، ففي الجانب الغربي سلوقية ، ودرزجان وبهرسير ، وجند يسابور « كوكه » في ناحية ( مظلم ساباط ) المتصلة بنهر الملك. وفي الجانب الشرقي اسفانبر ، ورومية ، وطيشفون ( وهي ام الطاق ).
وكان لابد من مرور اكثر من مائة عام قبل ان تندثر المدائن نتيجة لانشاء بغداد سنة ١٥٠ هجري. وفي خلال تلك الفترة كانت تغذي الكوفة بصناعاتها وكنوزها ومحصولاتها ، وذلك بارسالها الموالي من الفرس اليها وقد صاروا مسلمين.
وكانت المدائن منذ العهد الذي وليها فيه سلمان الفارسي تتشيع لآل محمد (ص) وكانت لا تزال في القرن السابع الهجري قرية لا يسكنها الا شيعة متحمسون.
وذكرها المسعودي عند ذكره العراق فقال : « ومدنه : المدائن وما والاها ولاهلها أعدل الالوان وانقى الروائح وافضل الامزجة واطوع القرائح وفيهم جوامع الفضائل وفرائد المبرات .. ».
١ ـ بفتح اوله وكسر ثالثه ، اسم الطسوج الذي منه « أوانا » على نهر دجيل ـ القرية الكثيرة البساتين والشجر ـ التي عناها ابو الفرج السوادي ( من شعراء القرن السادس ) بقوله.
واجتلوها بكراً
نشت « بأوانا » |
|
حجبت عن خطابها
بالاواني |
وفي « مسكن » هذه ، كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير سنة ٧٢ هجري وفيها قتل مصعب ، وقتل معه ابراهيم بن مالك « الاشتر » النخعي ، ودفنا حيث قتلا. ولا يزال القبران ظاهرين وعليهما قبة متواضعة تعرف عند أعراب سميكة « بقبر الشيخ ابراهيم » وبينه وبين بغداد نحو من ستين كيلو متراً. وبينه وبين دجلة عشرة كيلو مترات ، فمسكن هي المنطقة التي تترامى حوالي هذا القبر بما في ذلك نهر دجيل وهنالك كانت « اوانا » ايضاً.