وثانياً :
ان النبي نفسه صلىاللهعليهوآله ، وأمير المؤمنين ايضاً ، منيا في بعض وقائعهما بمثل هذا الجيش ، ولا يؤثر عنهما انهما منعا قبول أمثال هؤلاء الجنود في صفوفهما ، ولا طردا أحداً منهم بعد قبوله ، مع العلم بأن كلاً منهما ، جنى بعد ذلك أضرار وجود هذه العناصر في كل من ميدانيهما.
فقالت السير عن واقعة حنين ما لفظه بحرفه : « رأى بعض المسلمين كثرة جيشهم فأعجبتهم كثرتهم ، وقالوا سوف لا نغلب من قلة ، ولكن جيش المسلمين كان خليطاً ، وبينهم الكثيرون ممن جاء للغنيمة .. ».
وجاء في حوادث اقفال المسلمين من غزوة بني المصطلق ما يشعر بمثل ذلك.
وقالوا عن حروب علي عليهالسلام : « كان جند علي في صفين خليطاً من امم وقبائل شتى ، وهو جند مشاكس معاكس لا يرضخ لامر ولا يعمل بنصيحة .. ».
وقال معاوية ـ فيما يحكيه البيهقي في « المحاسن والمساوئ » : « وكان ـ يعني علياً عليهالسلام ـ في أخبث جيش وأشدهم خلافاً ، وكنت في أطوع جند واقلهم خلافاً ».
اقول : وما على الحسن الا أن يسير بسنة جده وبسيرة أبيه ، ومن الحيف أن يطالب بأكثر مما اتى به جده وأبوه ، وكفى بهما اسوة حسنة وقدوة صالحة.
وكان التحرّج في الدين والالتزام بحرفية الاسلام يقيدان الحسن في كل حركة وسكون ، ولكنهما لا يقيدان خصومه فيما يفعلون أو يتركون ، ولولا ذلك لرأيت تاريخ هذه الحقبة من الزمن تكتب على غير ما تقرأه اليوم.
وثالثاً :
فان معالجة الوضع بما يرجع اليه رؤساء الجيوش في تنقية جيوشهم