ستين الفا من الاعداء الاشداء ، لا ، بل انه الانهيار المخيف ، والنكبة التي تهدد بالكارثة القريبة.
فليتحمل عبيدالله مسؤوليتها الثقيلة في الله ، وفي التاريخ!!.
وظن هؤلاء المتسرعون الى الفتنة ، والراكضون بكل اعصابهم الى الهزيمة ، انهم اذا عملو مثل العمل الذي أتاه ابن عم الخليفة واولى الناس برعاية حقه والوفاء ببيعته فانهم غير ملومين ، واصطلحوا على مثل هذا المنطق المفلوج لتبرير عملهم أمام الناس ، ولكن الناس لم ينظروا الى هزيمتهم الا من ناحية اطارها المموّه بالذهب الوهّاج ، ذهب معاوية « الزائف » ، ثم لم يشهدوا من أمجاد « ابناء البيوتات » الا سبقهم لنقض المواثيق التي واثقوا الله عليها ، وبيعهم الدنيا بالدين.
وما كان بالقوم ـ وهم يفرون من ميادين الحسن ـ أنهم ينكرون فضله ومزاياه ، أو يجهلون سمسموه وكفاءاته ، ولكنهم كانوا يريدونه لدنياهم ثم لا يجدونه حيث يريدون.
وما كان بهم ـ وهم يفرون الى معاوية ـ أنهم وثقوا به وبمواعيده ، وانهم لم يقدروا العاقبة التي قابلهم بها يوم دخل الكوفة فنقض كل عهد ووعد. وما معاوية بالرجل الذي يخفي أمره ، ولا هم من الطبقة الذين يجهلون امثاله وهو اذ ذاك بين سمعهم وبصرهم.
اذاً ، فلا بغض الحسن ولا جهلهم له ، ولا حب معاوية ولا ثقتهم به ـ كان هو السبب كله لنفورهم وفرارهم ، ولكنها كانت حوافز أخرى او حوافز من الوان شتى ، دفعت بهؤلاء الموّلهين الى هذا الشكل من الجهر بالسوء الذي لا يزال صداه البغيض يرن في مسمع التاريخ.
وما يدرينا فلعلها كانت مراحل مقرّرة ومؤامرات مدبّرة سبق اليها الزعماء المعارضون ، ليتقوا بها المصير الذي كان ينتظرهم ، فيما لو أديل