« الاغنياء » جبهته الضعيفة في ميادينه مع على عليهالسلام.
ومن هنا عرض معاوية عسكريته على التاريخ.
ولا نعرف عن عسكرية معاوية ـ بما يلتقي عند هذه الكلمة من المعنيين ـ شيئا مذكورا.
فلا هو بالعسكري على المعنى المصطلح عليه ، الذي يعني « بوضع الخطط وقيادة الميدان » ، ولا هو بالعسكرى في شجاعته وفروسيته ، حين يدعي لمقارعة شجاع أو منازلة فارس.
ودعاه (١) امير المؤمنين عليهالسلام ليبارزه ، فاما واما ، فأبى اباء الرعاديد!!!.
__________________
وقال البلاذري : « ان معاوية لما استصرخه عثمان ، تثاقل عنه ، وهو في ذلك يعده ، حتى اذا اشتد به الحصار ، بعث اليه يزيد بن أسد القشيري وقال له : اذا أتيت ذا خشب فاقم بها ، ولا تقل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، فانا الشاهد وانت الغائب!! .. قالوا : فاقام بذي خشب حتى قتل عثمان ، فاستقدمه ».
١ ـ قال البيهقي في المحاسن والمساوىء ( ج١ ص ٣٧ ) : « ولما كان حرب صفين ، كتب امير المؤمنين الى معاوية بن أبي سفيان : ما لك يقتل الناس بيننا ، ابرز لي فان قتلتني استرحت مني ، وان قتلتك استرحت منك. فقال له عمرو بن العاص : أنصفك الرجل ، فابرز اليه. قال : كلا يا عمرو ، أردت أن ابرز اليه فيقتلني. وتثب على الخلافة بعدي!! .. قد علمت قريش أن ابن ابي طالب سيدها وأسدها ».
وقال ( ص٣٨ ) : « عن الشعبي ، أن عمرو بن العاص دخل على معاوية وعنده ناس ، فلما رآه مقبلا استضحك فقال ـ يا أمير المؤمنين أضحك الله سنك وأقر عينك ، ما كل ما أرى يوجب الضحك. فقال معاوية : خطر ببالي يوم صفين يوم بارزت أهل العراق ، فحمل عليك علي بن ابي طالب فلما غشيك طرحت نفسك عن دابتك وابديت عورتك! كيف حضرك ذهنك في تلك الحال؟. أما والله لقد واقفت هاشميا منافيا ، ولو شاء ان يقتلك لقتلك. فقال عمرو : يامعاوية ان كان أضحكك شأني فمن نفسك فاضح. أما والله لو بدا له من صفحتك مثل الذي بدا له من صفحتي لاوجع قذالك وأيتم عيالك ، وأنهب مالك ، وعزل سلطانك ، غير أنك تحرزت منه بالرجال في أيديها العوالي ، أما اني قد رأيتك يوم دعاك الى