في شتي بياناتها عن العناصر الرئيسة الآتية.
١ ـ أنه لم يعمل للدنيا.
٢ ـ أنه لو أراد أن يعمل للدنيا ، لكان أقوى عليها من خصومه ، ولكانت مناهجه في الحياة ، غير هذه المناهج.
٣ ـ أنه لم يؤت في موقفه من ضعف نفس ولا ضعف سياسة ولا جبن ، ولكنه لم يجد الانصار المخلصين ، ومعني ذلك أن أداة النصر كانت متوفرة لديه ، لو قدّر له مؤازرون صادقون.
٤ ـ أن هدفه الوحيد هو هدف أبيه من قبل ، وكان هدف أبيه فيما سكت عنه من حقه ، صيانة المعنويات الاسلامية من الانقراض ، والعقائد الدينية عن الانتقاض.
ولقد ترى ان معالم الامامة الروحية تتجلى واضحة بين عناصر هذه البنود الاربع ، لا تشتبه بضعف ولا تتصل بتراجع ولا تمتّ الى نكول ، ولكنها القوة القائمة بنفسها ، والدائبة على العمل لربها ، فلماذا تعمل للدنيا ، وما الدنيا من شاكلتها ولا هي من شاكلة الدنيا. كذلك هي « الامامة » بمعناها الصحيح ، وبما هي ظل النبوة بمعناها الذي يتصل بالسماء ، وما قامت النبوة في الارض ـ يوم شاء الله لها ان تقوم ـ الا بالانصار المخلصين ، ولن تقوم الامامة اذا شاء الله لها أن تقوم الا بالانصار المخلصين. وأين الانصار المخلصون من هؤلاء الذين يداجون المودة رئاءً وهم يطلبون بالترات ، ويبايعون على الطاعة المطلقة ثم يفرّون على غير مبالاة.
وكما لم يكن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الا رسولا قد خلت من قبله الرسل ، فما كان ابنه الحسن الا اماما في قلبه الايمان وعلى لسانه المثُل ، وهذه هي رسالته التي أريدت له وأريد لها.
ومُني بالموقف الحرج ، كذلك الذي مني به جده رسول الله صلى