قد حقن بابن رسول الله الدماء وسكن الفتنة وأجاب الى الصلح ، فاضطرب العسكر ، ولم يشكك الناس في صدقهم ، فوثبوا بالحسن ، فانتهبوا مضاربه وما فيها ، فركب الحسن فرسا له ومضى في مظلم ساباط ، وقد كمن الجراح ابن سنان الاسدي ، فجرحه بمغول (١) في فخذه ، وقبض على لحية الجراح ثم لواها ، فدق عنقه ، وحمل الحسن الى المدائن ، وقد نزف نزفا شديدا ، واشتدت به العلة ، فافترق عنه الناس. وقدم معاوية العراق فغلب على الامر ، والحسن عليل شديد العلة ، فلما رأى الحسن ان لا قوة له به ، وأن اصحابه قد افترقوا عنه فلم يقوموا له ، صالح معاوية .... ».
٢
الطبرى :
« بايع الناس الحسن بن علي عليهالسلام بالخلافة ، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن ، وبعث قيس بن سعد على مقدمته ( كذا ) في اثنى عشر الفا وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن ، فبينا الحسن في المدائن اذ نادى منادٍ في العسكر : الا ان قيس بن سعد قد قتل فانفروا ، فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليهالسلام ، حتى نازعوه بساطا كان تحته وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن ، وكان عم المختار بن ابي عبيد عاملا على المدائن ، وكان اسمه سعد بن مسعود ، فقال له المختار وهو غلام شاب : هل لك في الغنى والشرف؟ ، قال : وما ذاك؟ ، قال : توثق الحسن وتستأمن به الى معاوية ، فقال له سعد : عليك لعنة الله! ، أثبُ على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه ، بئس الرجل انت!!. فلما رأى الحسن تفرق الامر عنه ، بعث الى معاوية يطلب الصلح وبعث معاوية اليه عبدالله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس ، فقدما على الحسن بالمدائن ، فأعطياه ما أراد وصالحاه ».
__________________
١ ـ : ( نصل طويل ).