وحسيناً عليهمالسلام؟ وما يدرينا بماذا نقم الناس على أهل البيت فنالوا منهم كما شاء معاوية أن ينالوا؟!.
ربما يكون قد أقنعهم بأن علياً وأولاده ، هم الذين حاربوا النبي صلىاللهعليهوآله ابان دعوته ، وأنهم هم الذين حرموا ما أحلّ اللّه وأحلّوا ما حرّم اللّه ، وهم الذين ألحقوا العهار بالنسب ، وهم الذين نقضوا المواثيق وحنثوا بالايمان ، وقتلوا كبار المسلمين صبراً ، ودفنوا الابرياء أحياء ، وصلوا الجمعة يوم الاربعاء (١).
وربما يكون قد أطمعهم دون أن يقنعهم ، وربما يكون قد أخافهم دون أن يطمعهم ، فكان ما أراد « وارتقى بهم الامر في طاعته الى أن جعلوا لعن علي سنّةً ينشأ عليها الصغير ويهلك الكبير (٢) ». والمرجّح أن معاوية هو الذي فضّل تسمية هذه البدعة « بالسنّة » فسماها معه المغرورون بزعامته والمأخوذون بطاعته كما أحبَّ ، وظلّ الناس بعده على بدعته. الى أن ألغاها عمر بن عبد العزيز ـ « وأخذ خطيب جامع ( حرّان ) يخطب ثم ختم
__________________
١ ـ يراجع عن هذا مروج الذهب ( ج ٢ ص ٧٢ ) وعن غيره مما ذكر قبله ، المصادر التي أشرنا اليها آنفاً عند ذكر بعض هذه الحقائق ، والمصادر التي سنذكرها في فصل الوفاء بشروط الصلح فيما يأتي ، عند ذكرنا للبعض الآخر.
٢ ـ مروج الذهب ( ج ٢ ص ٧٢ ).
ولنتذكر هنا ، أن علياً عليهالسلام سمع قوماً من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين ، فنهاهم ، وقال لهم : « اني اكره لكم أن في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم اياهم : اللهم احقن دماءنا تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم ، كان أصوب ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ... » ـ النهج : ( ج ١ ص ٤٢٠ و٤٢١ ). ـ وجاء يوماً رسول معاوية الى الحسن عليهالسلاموكان فيما قال له : « أسأل الله ان يحفظك ويهلك هؤلاء القوم ». فقال له الحسن : « رفقاً لا تخن من ائتمنك ، وحسبك ان تحبني لحب رسول اللّه (ص) ولابي وأمي ، ومن الخيانة ان يثق بك قوم وأنت عدو لهم وتدعو عليهم .. ». الملاحم والفتن ( ص ١٤٣ طبع النجف ).