الخلافة ، ثم تكون ملكاً عضوضاً ثم تكون جبروتاً وفساداً في الارض ، وكان كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (١) ».
وجاء محمد بن عقيل ـ اخيراً ـ فكتب كتابه الجليل « النصائح الكافية لمن يتولى معاوية » وهو بحق : القول الفصل في موضوع معاوية ، وقد طبع الكتاب مرتين ، فليراجع.
وفي اباء التشريع الاسلامي مثل هذه الخلافة ـ أولاً ـ.
وفي المخالفات الصلع التي ثبتت على معاوية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ثانياً ـ.
وفي انكار قادة الرأي المسلمين عليه ـ في مختلف العصور الاسلامية ـ ادعاءه الخلافة ـ ثالثاً ـ ما يكفينا مؤنة البحث في موضوع ( معاوية والخلافة ).
وكذلك كان الحسن نفسه بعد تسليم الامر لمعاوية ، صريحاً في نفي الخلافة عنه ، شأنه في ذلك شأن سائر القادة من المسلمين. فقال في خطابه يوم الاجتماع في الكوفة : « وان معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلاً ولم أر نفسي لها اهلاً ، فكذب معاوية. نحن أولى الناس بالناس في كتاب اللّه عزّ وجل وعلى لسان نبيه ». وسيأتي ذكر خطابه هذا في [ الفصل ١٨ ].
وقال في خطاب آخر له ـ بعد الصلح ـ وكان معاوية حاضراً : « وليس الخليفة من دان بالجور وعطل السنن واتخذ الدنيا أباً وأماً ، ولكن ذلك ملك أصاب ملكاً يمتع به ، وكان قد انقطع عنه ، واستعجل لذته وبقيت عليه تبعته ، فكان كما قال اللّه جل وعزّ : وان أدري لعله فتنة ومتاع الى حين (٢) ».
__________________
١ ـ حياة الحيوان ( ج ١ ص ٥٨ ).
٢ ـ ذكرها البيهقي في المحاسن والمساوئ ( ج ٢ ص ٦٣ ) وذكرها غيره.