قال ابن الزبير فيما رواه ابن كثير ( ج ٨ ص ٣٧ ) : « واللّه ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي ».
وقال محمد بن اسحق : « ما بلغ احد من الشرف بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ما بلغ الحسن بن علي. كان يبسط له على باب داره فاذا خرج وجلس انقطع الطريق ، فما يمر أحد من خلق اللّه اجلالاً له ، فاذا علم قام ودخل بيته فيمر الناس ».
ونزل عن راحلته في طريق مكة فمشى ، فما من خلق اللّه احد الا نزل ومشى حتى سعد بن ابي وقاص ، فقد نزل ومشى الى جنبه.
وقال مدرك بن زياد لابن عباس ، وقد امسك للحسن والحسين بالركاب وسوى عليهما ثيابهما : « انت أسن منهما تمسك لهما بالركاب؟ ». فقال : « يا لكع! وما تدري من هذان ، هذان ابنا رسول اللّه ، أوَليس مما أنعم اللّه علي به ان امسك لهما واسوي عليهما! »
وكان من تواضعه على عظيم مكانته انه مر بفقراء وضعوا كسيرات على الارض ، وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها ، فقالوا له : « هلم يا ابن رسول اللّه الى الغداء! » فنزل وقال : « ان اللّه لا يحب المتكبرين ». وجعل يأكل معهم. ثم دعاهم الى ضيافته فأطعمهم وكساهم.
وكان من كرمه انه اتاه رجل في حاجة ، فقال له : « اكتب حاجتك في رقعة وارفعها الينا ». قال : فرفعها اليه فأضعفها له ، فقال له بعض جلسائه : « ما كان أعظم بركة الرقعة عليه يا ابن رسول اللّه! ». فقال : « بركتها علينا أعظم ، حين جعلنا للمعروف اهلاً. أما علمت ان المعروف ما كان ابتداء من غير مسألة ، فاما من أعطيته بعد مسألة ، فانما اعطيته بما بذل لك من وجهه. وعسى ان يكون بات ليلته متململاً أرقاً ، يميل بين اليأس والرجاء ، لا يعلم بما يرجع من حاجته أبكآبة الرد ، ام بسرور النجح ، فيأتيك وفرائصه ترعد وقلبه خائف يخفق ، فان قضيت له حاجته فيما بذل من وجهه ، فان ذلك أعظم مما نال من معروفك ».