وأعطى شاعراً فقال له رجل من جلسائه : « سبحان اللّه اتعطي شاعراً يعصي الرحمن ويقول البهتان! ». فقال : « يا عبد اللّه ان خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك ، وان من ابتغاء الخير اتقاء الشر ».
وسأله رجل فأعطاه خمسين الف درهم وخمسمائة دينار وقال له : « ائت بحمال يحمل لك ». فأتى بحمال ، فأعطاه طيلسانه ، وقال : « هذا كرى الحمال ».
وجاءه بعض الاعراب. فقال : « اعطوه ما في الخزانة! ». فوجد فيها عشرون الف درهم. فدفعت اليه ، فقال الاعرابي : « يا مولاي ، ألا تركتني أبوح بحاجتي ، وانشر مدحتي؟ ». فأنشأ الحسن يقول :
نحن اناس نوالنا خضل |
|
يرتع فيه الرجاء والامل |
تجود قبل السؤال أنفسنا |
|
خوفاً على ماء وجه من يسل |
وروى المدائني قال : « خرج الحسن والحسين وعبد اللّه بن جعفر حجاجاً ففاتتهم اثقالهم ، فجاعوا وعطشوا ، فرأوا عجوزاً في خباء فاستسقوها فقالت : هذه الشويهة احلبوها ، وامتذقوا لبنها ، ففعلوا. واستطعموها ، فقالت : ليس الا هذه الشاة فليذبحها أحدكم. فذبحها احدهم ، وكشطها. ثم شوت لهم من لحمها فأكلوا. وقالوا عندها ، فلما نهضوا ، قالوا : نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، فاذا عدنا فألمي بنا ، فانا صانعون بك خيراً. ثم رحلوا فلما جاء زوجها ، أخبرته فقال : ويحك تذبحين شاتي لقوم لا تعرفينهم ، ثم تقولين : نفر من قريش. ثم مضت الايام ، فأضرت بها الحال ، فرحلت حتى اجتازت بالمدينة ، فرآها الحسن (ع) فعرفها ، فقال لها : أتعرفينني؟ قالت : لا. قال : أنا ضيفك يوم كذا وكذا ، فأمر لها بالف شاة والف دينار ، وبعث بها الى الحسين (ع) فأعطاها مثل ذلك ، ثم بعثها الى عبد اللّه بن جعفر فأعطاها مثل ذلك ».
وتنازع رجلان ، هاشمي واموي. قال هذا : « قومي اسمح ». وقال