ولقي معاوية في حجته « المقبولة .. » بعد قتل هذه الزمرة الكريمة ، الحسين بن علي عليهماالسلام في مكة ، فقال له ـ مزهواً ـ : « هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه شيعة أبيك؟ ». قال : « وما صنعت بهم؟ » قال : « قتلناهم وكفنّاهم وصلينا عليهم ودفناهم!! » فضحك الحسين عليهالسلام ، ثم قال : « خصمك القوم يا معاوية ، لكنا لو قتلنا شيعتك ، ما كفنّاهم ، ولا صلينا عليهم ، ولا قبرناهم (١) ».
واليك الآن اسماء الشهداء الممتحنين مرتبة على الحروف وملحقة بما يتصل بكل منهم من معلومات :
أ ـ شريك بن شداد أو ثداد الحضرمي وسماه آخر عريك بن شداد.
ب ـ صيفي بن فسيل الشيباني ، رأس في اصحاب حجر حديد القلب شديد العقيدة سديد القول. القي القبض عليه واحضر لزياد فقال له : « يا عدو اللّه!! ما تقول في أبي تراب؟ » ، قال : « ما اعرف ابا تراب » ، قال : « ما أعرفك به؟ » ، قال : « ما أعرفه » ، قال : « اما تعرف علي بن أبي طالب؟ » ، قال : « بلى » ، قال : « فذاك ابو تراب » ، قال : « كلا ، ذاك أبو الحسن والحسين عليهالسلام ». فقال له صاحب الشرطة : « يقول لك الامير : هو أبو تراب ، وتقول انت : لا؟ » ، قال : « وان كذب الامير أتريد ان أكذب انا واشهد على باطل كما شهد!؟ » [ انظر الى خلقه وصلابته ] قال له زياد : « وهذا ايضاً مع ذنبك!! ، عليَّ بالعصا » ، فأتي بها ، فقال : « ما قولك؟ » ، قال : « أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد اللّه المؤمنين » ، قال : « اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالارض » ، فضرب حتى لزم الارض!! ثم قال : « أقلعوا عنه ـ ايه ما قولك في علي؟ » ،
__________________
١ ـ البحار وغيره ، وروى مثلها الطبري عن الحسن ولا يصح لان فجائع حجر وأصحابه كانت بعد وفاة الحسن بسنتين. وروى مثلها ابن الاثير عن الحسن البصري قال : « فقال : حجوهم ورب الكعبة ».