قال : « واللّه لو شرحتني بالمواسي والمدى ما قلت الا ما سمعت مني ». قال : « لَتَلعننَّه ، أو لاضربن عنقك! » قال : « اذاً تضربها واللّه قبل ذلك ، فان أبيت الا ان تضربها ، رضيتُ باللّه وشقيت أنت! ».
قال : « ادفعوا في رقبته » ـ ثم قال ـ : « أوقروه حديداً ، والقوه في السجن! ».
ثم كان في قافلة الموت مع حجر ، ومن شهداء عذراء الميامين.
ج ـ عبد الرحمن بن حسان العنزي. كان من أصحاب حجر وسيق معه مكبّلاً بالحديد ، ولما كانوا في مرج عذراء طلب ان يبعثوا به الى معاوية ـ وكأنه ظن أن معاوية خير من ابن سمية ـ. فلما ادخل عليه ، قال له معاوية : « يا اخا ربيعة! ما تقول في علي؟ » قال : « دعني ولا تسألني ، فهو خير لك! » ، قال : « واللّه لا ادعك » ، قال : أشهد انه كان من الذاكرين اللّه كثيراً ، والآمرين بالحق ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس ». قال : « فما قولك في عثمان؟ » ، قال : « هو اول من فتح باب الظلم واغلق أبواب الحق » ، قال : « قتلت نفسك » ، قال : « بل اياك قتلت ، ولا ربيعة بالوادي » ـ يعني ليشفعوا فيه أو يدفعوا عنه ـ. فردّه معاوية الى زياد في الكوفة وأمره بقتله شرَّ قتلة!! ..
وكان عبد الرحمن هذا هو القائل يوم كبسهم جلادو معاوية في مرج عذراء : « اللهم اجعلني ممن تكرم بهوانهم وأنت عني راضٍ ، فطالما عرضت نفسي للقتل فأبى اللّه الا ما أراد ».
وذكره حبة العرني ، فيما حدث عنه في تاريخ الكوفة ، ( ص ٢٧٤ ) قال : « وكان عبد الرحمن بن حسان العنزي من أصحاب علي عليهالسلام ، اقام بالكوفة يحرض الناس على بني أمية ، فقبض عليه زياد ، وأرسله الى الشام ، فدعاه معاوية الى البراءة من علي عليهالسلام ، فأغلظ عبد الرحمن بالجواب ، فردّه معاوية الى زياد فقتله ».