وقال ابن الاثير ( ج ٣ ص ١٩٢ ) والطبري ( ج ٦ ص ١٥٥ ) أنه دفنه حياً بقس الناطف (١).
أقول : ولو أدرك معاوية قتلات زياد لشيعة علي في الكوفة ، وقطعه الايدي والارجل والالسنة ، وسمله العيون ، لما زاده وصاة بابن حسان العنزي حين أمره بان يقتله شر قتلة ، وهل قتلة شرّ من هذه الفتلات والمثلات؟ ولكن زياداً نزل على وصية معاوية فابتدع قتلة الدفن حياً!!. (٢).
وما أدراك ما سيلقى معاوية على هذه الوصاة ، وما سيجازى زياد على هذه القتلات يوم يردون جميعاً الى اللّه مولاهم الحق؟؟.
د ـ قبيصة بن ربيعة العبسي. وسماه بعضهم ابن ضبيعة ـ بدل ربيعة ـ وهو الشجاع المقدام الذي صمم على المقاومة بسلاحه وبقومه ، لولا أن صاحب الشرطة آمنه على دمه وماله ، فوضع يده في أيديهم ، ايماناً ببراءة « الامان » الذي كان لا يزال متبعاً لدى العرب فضلاً عن أهل الاسلام ، ولولا أن الخلائق الاسلامية والعربية معاً ، كانت قد تبخرت عند القوم ، أو انهم كانوا قد فهموها على أنها وسائل للغلبة والبطش فحسب!.
وأُحضر ابن ضبيعة العبسي لزياد فقال له : « اما واللّه لاجعلن لك شاغلاً عن تلقيح الفتن والتوثب على الامراء!! » [ انظر الى المنفذ الضيق الذي
__________________
١ ـ موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي ويقابله « المروحة » على شاطئها الغربي كانت فيه موقعة أبي عبيد والد المختار الثقفي.
٢ ـ ثم كان هذا النوع من القتل السنة السيئة التي تبعه عليها الجبابرة من بعده. ولما غضب بنو أمية على عمر المقصوص وهو مؤدب معاوية بن يزيد بن معاوية ، الذي استقال من خلافتهم احتجاجاً عليهم ، أخذوه ودفنوه حياً!. الدميري في حياة الحيوان ( ص ٦٢ ) وروى هناك خطبة معاوية هذا التي يشرح فيها حيثيات استقالته بما يشعر بتشيعه لاهل البيت عليهمالسلام.