فأين ـ اذاً ـ حنكة معاوية ودهاؤه المزعوم؟. وأين سنّه الطاعنة وتجاربه في الامور؟.
ان بائقة الاب هذه ، كانت هي السبب الذي بعث روح القدوة في طموح الابن. فليشتركا ـ متضامنين ـ في انجاز أعظم جريمة في تاريخ الاسلام ، تلك هي قتل سيدي شباب أهل الجنة الاحدين الذين لا ثالث لهما. وليتعاونا معاً ، على قطع « الواسطة الوحيدة » التي انحصر بها نسل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم. والجريمة ـ بهذا المعنى ـ قتل مباشر لحياة رسول الله بامتدادها التاريخي!!.
نعم ، والقاتلان ـ مع ذلك ـ هما الخليفتان في الاسلام!! ..
فوا ضيعة الاسلام ان كان خلفاؤه من هذه النماذج!! ..
وكان الدهاء المزعوم لمعاوية هو الذي زين له أسلوباً من القتل قصّر عنه ابنه يزيد. فكان هذا « الشاب المغرور » ـ وكان ذاك « الداهية المحنك في تصريف الامور »!! ..
ولو تنفس العمر بأبى سفيان الى عهد ولديه هذين ، لايقن انهما قد أجادا اللعبة التي كان يتمناها لبني ابيه.
فاستعمل معاوية مروان بن الحكم (١) ، على اقناع جعدة بنت الاشعث
__________________
١ ـ وروى المسعودي هامش ابن الاثير ( ج ٥ ص ١٩٨ ) والبيهقي ( ج ١ ص ٦٤ ) سعيى الحسن عليهالسلام بالامان لمروان يوم الجمل ، وكان قد أخذ أسيراً ، وقيل كان مختفياً في بيت امرأة في البصرة.
وقال الشريف الرضي في النهج ( ج ١ ص ١٢١ ) قالوا : « أخذ مروان بن الحكم أسيراً يوم الجمل ، فاستشفع الحسن والحسين عليهماالسلام الى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فكلماه فيه فخلى سبيله ، فقالا له : يبايعك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليهالسلام : أَوَلم يبايعني بعد قتل عثمان ، لا حاجة لي في بيعته ، انها كف يهودية ، لو بايعني بكفه لغدر بسبته. اما ان له امرة كلعقة الكلب أنفه. وهو أبو الاكبش الاربعة. وستلقى الامة منه ومن ولده يوماً أحمر! ». أقول : وجزى مروان سعي الحسن له بالامان بسعيه الى جعدة بقتله « وكل اناء بالذي فيه ينضح ».