ابن قيس الكندي ـ وكانت من زوجات الحسن عليهالسلام ـ بأن تسقي الحسن السم [ وكان شربة من العسل بماء رومة ]. فان هو قضى نحبه زوجها بيزيد ، وأعطاها مائة الف درهم.
وكانت جعدة هذه بحكم بنوتها للاشعث بن قيس ـ المنافق المعروف ـ الذي اسلم مرتين ، بينهما ردة منكرة ، أقرب الناس روحاً الى قبول هذه المعاملة النكراء.
قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : « ان الاشعث شرك في دم امير المؤمنين عليهالسلام ، وابنته جعدة سمت الحسن ، وابنه محمد شرك في دم الحسين ».
أقول : وهكذا تمَّ لمعاوية ما أراد.
وحكم بفعلته هذه على مصير أمة بكاملها ، فأغرقها بالنكبات ، وأغرق نفسه وبنيه بالذحول والحروب والانقلابات.
وتم له بذلك نقض المعاهدة الى آخر سطر فيها.
وقال الحسن عليهالسلام وقد حضرته الوفاة : « لقد حاقت شربته وبلغ أمنيته ، واللّه ما وفى بما وعد ، ولا صدق فيما قال (١) ».
وورد بريد مروان الى معاوية ، بتنفيذ الخطة المسمومة ، فقال : « يا عجباً من الحسن شرب شربة من العسل بماء رومة فقضى نحبه (٢) ».
ثم لم يملك نفسه من اظهار السرور بموت الحسن عليهالسلام.
« وكان بالخضراء ، فكبر ، وكبر معه أهل الخضراء ، ثم كبر اهل المسجد بتكبير أهل الخضراء ، فخرجت فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف [ زوج معاوية ] من خوخة (٣) لها ، فقالت : « سرك
__________________
١ ـ المسعودي هامش ابن الاثير ( ج ٦ ص ٥٥ ـ ٥٦ ).
٢ ـ ابن عبد البر.
٣ ـ هي الكوة التي تؤدي الضوء الى البيت ، والباب الصغير في الباب الكبير.