بِسِمِ اللّهِ الرَحمنِ الرَحيِم
كان صلح الحسن عليهالسلام مع معاوية ، من أشد ما لقيه أئمة أهل البيت من هذه الامة بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
لقي به الحسن عليهالسلام محناً يضيق بها الوسع ، لا قوة لاحد عليها الا باللّه عز وجل. لكنه رضخ لها صابراً محتسباً ، وخرج منها ظافراً بما يبتغيه من النصح للّه تعالى ، ولكتابه عز وجل ، ولرسوله ، ولخاصة المسلمين وعامتهم ، وهذا الذي يبتغيه ويحرص عليه في كل ما يأخذ أو يدع من قول أو فعل.
ولا وزن لمن اتهمه بأنه أخلد بصلحه الى الدعة ، وآثر العافية والراحة ، ولا لمن طوحت بهم الحماسة من شيعته فتمنوا عليه لو وقف في جهاد معاوية فوصل الى الحياة من طريق الموت ، وفاز بالنصر والفتح من الجهة التي انطلق منها صنوه يوم الطف الى نصره العزيز ، وفتحه المبين.
ومن الغريب بقاء الناس في عشواء غماء من هذا الصلح الى يومهم هذا ، لا يقوم أحد منهم في بيان وجهة الحسن في صلحه ، بمعالجة موضوعية مستوفاة ببيانها وبيناتها ، عقلية ونقلية ، وكم كنت أحاول ذلك ، لكن اللّه عز وجل شاء بحكمته أن يختص بهذه المأثرة من هو أولى بها ، وأحق بكل فضيلة ، ذلك هو مؤلف هذا السفر البكر « صلح الحسن » فاذا هو في موضوعه فصل الخطاب ، ومفصل الصواب ، والحد الفاصل بين الحق والباطل.
وقفت منه على فصول غرّ ، تمثل فضل مؤلفها الاغر الابر ، في كل ما