مؤذن بيت المقدس يقول : ما على وجه الأرض شهيد (١) لا يسمع أذاني لصلاة الغداة قال : وإن كان بسمرقند أو غيرها.
قال : وقال كعب : ما شرب ماء عذب قط إلّا ما يخرج من تحت هذه الصخرة حتى أن العين التي بدارين (٢) ليخرج ماؤها من تحت هذه الصخرة ، وإن في (٣) الأرض التي يتكلم بها يوم القيامة لحوت (٤) الأذى لقدست ميسرة الشام مرتين ، وقدست سائر الشام مرة واحدة.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي ، أنا إبراهيم بن يونس ، أنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب ببيت المقدس ، نا أبو حفص عمر بن الفضل بن مهاجر اللّخمي ، نا أبي أبو العباس الفضل بن المهاجر ، نا الوليد بن حمّاد الرّملي ، نا إبراهيم بن محمد ، نا الوليد بن مسلم ، نا ثور بن يزيد قال : قدس الأرض الشام ، وقدس الشام فلسطين ، وقدس فلسطين بيت المقدس ، وقدس بيت المقدس الجبل ، وقدس الجبل المسجد ، وقدس المسجد القبّة.
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر الدمشقي ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن معاذ بداريّا (٥) ، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، نا أبي ، نا سليمان بن عبد الرحمن ، نا ابن عياش ، عن الأسود بن أحمر العنسي ، عن وهب الذّماري ، أنه كان يقول : إن الله كتب للشام : إني قدّستك وباركتك ، جعلت فيك مقامي ، وأنت صفوتي من بلادي ، وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي ، فاتسعي لهم برزقك ومساكنك كما يتسع الرحم إن وضع فيه اثنان وسعه ، وإن ثلاثة مثل ذلك. وعيني عليك بالظلّ والمطر من أول السنين إلى آخر الدّهر ، فلن أنساك حتى أنسى يميني (٦) وحتى تنسى ذات
__________________
(١) بالأصل : «شهيدا».
(٢) دارين : هي الداروم ، وهي بليدة بينها وبين غزة أربعة فراسخ ، نقله ياقوت عن محمد بن حبيب.
(٣) في خع «فم».
(٤) كذا بالأصل وخع.
(٥) داريا : قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس (ياقوت).
(٦) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة : «عيني».