مزاحم بن سعيد ، نا جناب بن إبراهيم ، عن أبي لهيعة ، عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال :
صوّرت الدنيا على خمسة أجزاء ، على أجزاء الطير : الرأس ، والصدر ، والجناحين ، والذنب. رأس الدنيا الصين ، والجناح الأيمن الهند ، والجناح الأيسر الخزز ، وخلف الهند أمة يقال لها : واق واق ، وخلف واق واق منسك ، وخلف منسك ناسك ، وخلف ناسك يأجوج ومأجوج من الأمة ما لا يعلمه إلّا الله. وجانب الآخر من الخزر ليس خلفه إلّا البحر ، ووسط الدنيا العراق والشام والحجاز ومصر ، وذنب الدنيا من ذات الحمّام (١) إلى المغرب ، وشرّ شيء في الطير الذنب.
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا على أبي محمد الجوهري.
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي إجازة ، وحدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن جعفر بن محمد ، نا العباس بن محمد ، ثنا إبراهيم بن أبي العباس السامري ، نا أبو أويس ، عن عم أبيه أبي سهيل ، عن أبيه مالك بن أبي عامر ، وأبو النصر سالم مولى عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي (٢) أيضا ، عن مالك بن أبي عامر أنه سمع كعب الأحبار يقول : نجد صفة الأرض في كتاب الله ـ يعني التوراة ـ على صفة النسر : فالرأس الشام ، والجناحان المشرق والمغرب ، والذنب اليمن ، ولا يزال الناس بخير ما تفلّى الرأس ونزع الرأس من الجسد (٣) ما لم ينزع الرأس ، فإذا نزع الرأس هلك الناس وأيم الذي نفس كعب بيده ليأتين على الناس زمان لا تبقى جزيرة من جزائر العرب أو قال مصر من أمصار العرب ، إلّا وفيهم مقنب (٤) خيل من الشام يقاتلونهم عن الإسلام لولاهم لكفروا.
__________________
(١) ذات الحمام : بلد بين الإسكندرية وأفريقيا (ياقوت).
(٢) في خع : التيمي.
(٣) كذا العبارة في الأصل وخع ، والذي في مختصر ابن منظور ١ / ٨١ «فلا يزال الناس بخير ما لم يفدغ الرأس ، فإذا فدغ الرأس هلك الناس.» وهذا أقرب.
(٤) في اللسان : والمقنب من الخيل : ما بين الثلاثين إلى الأربعين ، وقيل : زهاء ثلاثمائة. وقيل : دون المائة.
(اللسان : قنب).