مثّلت الدنيا على طائر : فمصر والبصرة الجناحان ، والجزيرة الجؤجؤ ، والشام الرأس ، واليمن الذنب.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أنبأ علّان المصري ، ثنا عمرو بن سوّاد ، نا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، أن أبا قبيل حدثه قال : قال كعب : ويل للجناحين من الرأس ، وويل للرأس من الجناحين يردّدها ثلاثا. فالرأس الشام والجناحين (١) المشرق والمغرب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق قالوا :
قال : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (٢) : ذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة ، وأن الهند رسمتها فجعلت صفة الأقاليم كأنها حلقة مستديرة تكتنفها ست دوائر على هذه الصفة.
فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل ، والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى كل دائرة منها إقليم من الأقاليم الستة. والإقليم الأول منها إقليم بلاد الهند ، والإقليم الثاني إقليم الحجاز. والإقليم الثالث إقليم مصر ، والإقليم الرابع إقليم بابل وهو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر ، وهو أوسط الأقاليم وأعمرها وفيه جزيرة العرب ، وفيه العراق الذي هو سرّة الدنيا. وحد هذا الإقليم ممّا يلي أرض الحجاز ، وأرض نجد ، الثعلبية (٣) من طريق مكة وحدّه مما يلي الشام ، وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا. وحدّه مما يلي أرض خراسان وراء نهر بلخ وحدّه مما يلي الهند خلف الدّيبل (٤) بستة فراسخ ، وبغداد في وسط هذا الإقليم. والإقليم الخامس بلاد الروم والشام. والإقليم السّادس بلاد الترك. والإقليم السابع بلاد الصّين (٥).
__________________
(١) الأصل وخع ، والصواب «والجناحان».
(٢) تاريخ بغداد ١ «٢٢ ـ ٢٣.
(٣) الثعلبية : من منازل طريق مكة ـ الكوفة (ياقوت).
(٤) في تاريخ بغداد : الدبيل ، تحريف ، والديبل بضم الباء وسكون الياء المثناة : قصبة بلاد السند.
(٥) بعده في المطبوعة : آخر الجزء الثالث يتلوه إن شاء الله في الرابع ...