قال : لا تفعل ، فإني أحدثك في دمشق أحاديث ليست في غيرها. إنّ حبل الناس إذا اضطرب كانت عصمتهم ، وإنّ أهلها مدفوع عنهم ، وأنه لا ينزل بأرض جوع ولا بلاء ولا فتنة إلّا خفف ذلك عنهم.
وقال أبو الحسين : أخبرني محمد بن جعفر بن أحمد ، نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، نا أبي (١) ، عن أبيه يحيى بن حمزة ، نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن عمرو بن جعفر الحضرمي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : من سكن دمشق نجا فقلت : أعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : فعن رأيي أحدثك.
قال : ونا يحيى بن حمزة ، نا عاصم بن رجاء بن حيوة ، عن أبيه ، عن ابن محيريز قال : قال لي رويفع بن ثابت الأنصاري ، وكان من أصحاب الشجرة : اسكن فلسطين ما استقامت العرب ، فإذا نادوا (٢) بشعار الجاهلية فاسكن دمشق ، وشرقها خير من غربها.
قال : ونا يحيى بن حمزة ، نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن عمّار بن سعد التجيبي ، أن عقبة بن رافع بن عبد الحارث أوصى بنيه حين حضرته الوفاة ، فقال : يا بني احفظوا ما أوصيكم به تنتفعوا أن لا تدّانوا وإن لبستم العباء ولا يدخل أحد منكم في بيعة الرايات السود طائعا إن أدركتموها ولا تدعنّ حظكم من دمشق وإن لم تصيبوا البيت إلّا بدية.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن المبارك ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد ، نا أبو علي محمود بن خالد السّلمي ، نا عبد الله بن كثير القارئ ، عن الأوزاعي ، قال : بلغنا أن بالشام واديا يقال له الغوطة ، فيه مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الناس يوم الملاحم (٣).
__________________
(١) قوله : «نا أبي» ساقطة من المطبوعة.
(٢) عن مختصر ابن منظور ، وبالأصل «بادوا» وفي خع : «باروا».
(٣) قوله : «يوم الملاحم» سقط من المطبوعة.