سبحانه وتعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) فجعلها الله سبحانه وتعالى لصوم المسلمين وإفطارهم وحجّهم ومناسكهم وعدد سيئاتهم ومحل ذنوبهم في أشياء والله تعالى أعلم بما يصلح خلقه قال : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ ، فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ)(١) وقال في آية أخرى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(٢).
أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرّز ، وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهانيّان قالا : أنا أبو نعيم (٣) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق نا إبراهيم بن أحمد المقرئ ، نا أحمد بن فرج نا أبو عمر الضرير ، أنبأنا محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي (٤) صالح ، عن ابن (٥) عباس في قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) قال : نزلت في معاذ بن جبل ، وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار ، قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقا (٦) مثل الخيط ، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي [ويستدير](٧) ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان ، لا يكون على حال واحد؟ فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ) في حل دينهم ، ولصومهم ، ولفطرهم ، وعدة نسائهم. والشروط التي تنتهي إلى أجل معلوم.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الحصيني الشيباني ببغداد أنا أبو علي الحسين بن علي بن محمد التميمي المعروف بابن [المذهب](٨) الواعظ ، أنا أبو
__________________
(١) سورة الإسراء الآية ١٢.
(٢) سورة يونس الآية ٥.
(٣) بالأصل «أبو أسعد نعيم».
(٤) عن مخطوط الخزانة العامة ، وبالأصل «ابن» خطأ.
(٥) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه. وبالأصل «عياش» تحريف. والمثبت يوافق ما جاء في مخطوط الخزانة العامة.
(٦) بالأصل «رقيقا» بالراء ، والمثبت عن مخطوط الخزانة العامة ، ومختصر ابن منظور ١ / ٢٥.
(٧) سقطت من الأصل واستدركت من مخطوط الخزانة العامة.
(٨) سقطت من الأصل واستدركت من مخطوط الخزانة العامة.