الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون» قالوا : يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء قال : «يعفون عن من ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويواسون فيما أتاهم الله. وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل : (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ ، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(١)» [٣٤٢].
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد.
وأخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمد الخزر الطبراني ، نا سعيد بن أبي زيدون ، نا عبد الله بن هارون الصوري ، نا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خيار أمتي في كل قرن خمس مائة ، والأبدال أربعون. فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون. كلما مات رجل أبدل الله عزوجل من الخمس مائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم» قالوا : يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال : «يعفون عن من ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما أتاهم الله عزوجل» [٣٤٣].
قال : وأنا أبو نعيم ، نا محمد بن أحمد بن الحسن ، نا محمد بن السّري القنطري ، نا قيس بن إبراهيم بن قيس السّامري ، نا عبد الرحمن بن يحيى الأرمني قال : قال عثمان بن عمارة : نا المعافا بن عمران ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن لله عزوجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليهالسلام. ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليهالسلام. ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليهالسلام. ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليهالسلام. ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل. ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليهالسلام. فإذا مات واحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة. وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السّبعة. وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين. وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة. فإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة. فبهم يحيي ويميت
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٣٤.