أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب ، عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات ، أنا أبو علي ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا بكر بن سهل الدمياطي وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، وأبو علاثة الحرّاني ، قالوا : ثنا صفوان بن صالح ، عن الوليد بن مسلم ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم (١) قال : قال لي أبو الدّرداء : اعدد من يقرأ عندنا ، يعني في مجلسنا هذا. قال : قال أبو عبيد الله : فعددت ألفا وستمائة ونيفا. فكانوا يقرءون ويتسابقون عشرة عشرة لكلّ عشرة منهم مقرئ ، وكان أبو الدّرداء قائما يستفتونه في حروف القرآن ، يعني المقرئين ، فإذا أحكم الرجل من العشرة القراءة تحول إلى أبي الدّرداء. وكان أبو الدّرداء يبتدئ في كلّ غداة إذا انفتل من الصّلاة فيقرأ جزءا من القرآن ، وأصحابه محدقون به يسمعون (٢) ألفاظه. فإذا فرغ من قراءته جلس كلّ رجل منهم في موضعه وأخذ على العشرة الذين أضيفوا إليه وكان ابن عامر مقدما فيهم.
قال : وحدّثنا سليمان بن أحمد ، نا أبو زرعة الدمشقي ، نا هشام ، نا يزيد (٣) بن مالك ، عن أبيه قال : كان أبو الدّرداء يأتي المسجد ثم يصلّي الغداة ، ثم يقرأ في الحلقة ويقرئ ، حتى إذا أراد القيام قال لأصحابه : هل من وليمة نشهدها أو عقيقة أو فطرة؟ فإن قالوا نعم قام إليها ، وإن قالوا لا قال : اللهم إني أشهدك أني صائم ، وأن أبا الدّرداء هو الذي سنّ هذه الحلق يقرأ فيها.
قرأت بخط أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السّكسكي الفقيه ، قال : قال الشيخ يعني أبا عمر (٤) الكلبي [عهدت المسجد الجامع](٥) يعني بدمشق وإنّ عند كلّ عمود شيخا ، وعليه الناس يكتبون العلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، قال : أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة ، نا أبو
__________________
(١) ضبطت عن تقريب التهذيب ، وفيه : «أبو عبد الله» بدل «أبو عبيد الله» ، وهو كاتب أبي الدرداء.
(٢) في المطبوعة : يستمعون.
(٣) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور : «يزيد بن أبي مالك» وعقب في المطبوعة عن هامش الأصل المعتمد : كذا قال : والصواب ابن أبي مالك.
(٤) في مختصر ابن منظور : أبو عمرو.
(٥) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.