ومن ملك سليمان إلى مبعث عيسى بن مريم ومن مبعث عيسى بن مريم إلى مبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى جميع أنبيائه ورسله. وأرّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت حتى بناه إبراهيم وإسماعيل ، ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرقت معدّ. فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا مخرجهم ، ومن بقي من تهامة من بني إسماعيل يؤرخون خروج معدّ ونهد وجهينة من بني زيد من تهامة حتى مات كعب بن لؤي إلى الفيل ، فكان التاريخ من الفيل حتى أرّخ عمر بن الخطاب من الهجرة وذلك سنة سبع عشرة (١) أو ثمان عشرة.
قال ابن أبي خيثمة قال : قال يحيى بن معين غير مرة : أكتب عن المدائني كتبه.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عمران قال (٢) : لم يزل للناس تاريخ ، كانوا يؤرخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة ، لم يزل ذلك حتى بعث الله تعالى نوحا فأرخوا من دعاء نوح على قومه ، ثم أرّخوا من الطوفان ، ثم لم يزل ذلك حتى حرّق إبراهيم عليهالسلام [فأرّخوا من تحريق إبراهيم](٣) وأرّخوا بني إسماعيل من بنيان الكعبة ، ثمّ لم يزل كذلك حتى مات كعب بن لؤي فأرّخوا من موته ، فلم يزل كذلك حتى كان عام الفيل ، فأرّخوا من عام الفيل ، ثم أرّخ المسلمون بعد من مهاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد كان للعرب أيضا تاريخ (٤).
قال خليفة (٥) : حدثني محمّد بن معاوية ، عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى قال : لم يزل لفارس تاريخ يعرفون أمورهم به ، وتاريخ حسابهم إلى هذا اليوم منذ هلك
__________________
(١) بالأصل : «عشر».
(٢) الخبر في تاريخ خليفة ص ٥٠ : «نقلا عن يحيى بن محمّد الكعبي عن عبد العزيز بن عمران» وقد اضطرب السند بالأصل ، وفي المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر ص ٣٠ : نا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران بن موسى ، نا موسى بن زكريا ، نا أبو عمرو خليفة بن خيّاط العصفري حدثني يحيى بن محمّد عن عبد العزيز بن عمران قال.
(٣) زيادة عن تاريخ خليفة. وفي المجلدة الأولى : «غرق إبراهيم» بدل «حرق إبراهيم».
(٤) عن تاريخ خليفة وبالأصل «تاريخا».
(٥) تاريخ خليفة ص ٥٠.