ليس حيث ذهبتم إنه مكاتب ما كاتب (١) ـ وقال يعقوب : ذهبتم إليه ـ إنه لعمري ما كاتب (٢) ـ نفس كسرى بأن يشتم هذا الشتم الذي أجد في كتاب شهربراز ـ وقال يعقوب في الكتاب لشهربزار. وما كان شهربراز ليكتب بهذا الكتاب وهو ظاهر على عامة ملكي إلّا من أمر ـ وقال يعقوب لأمر ـ حدث بينه وبين كسرى وإني والله لألقينّه. فكتب إليه هرقل : إنه قد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه ، وإني لاقيك لموعدك (٣) مكان ـ وقال يعقوب : فموعدك ـ كذا وكذا فاخرج بأربعة آلاف من أصحابك ، فإني خارج في مثلهم ، فإذا بلغت مكان كذا ـ زاد يعقوب وكذا ـ فضع ممن معك خمسمائة ، فإني سأضع بمكان كذا ـ زاد يعقوب وكذا ـ مثلهم ـ زاد وجيه : ثم ضع بمكان كذا خمسمائة ، فإني سأضع بمكان كذا مثلهم ـ حتى نلتقي أنا وأنت في خمسمائة. وبعث هرقل الرسل من عنده إلى شهربراز فأمرهم أن يقوموا على ذلك فإن فعل شهربراز لم يرسلوا إليه وإن [أبى](٤) ذلك عجلوا إليه بكتاب فرأى رأيه. ففعل شهربراز وسار هرقل في أربعة آلاف التي خرج بهؤلاء ـ وقال يعقوب : لم يضع منهم أحدا حتى التقيا للموعد ومع هرقل أربعة آلاف ومع شهربراز خمسمائة. فلما رآهم شهربراز أرسل إلى هرقل : أغدرت؟ فأرسل إليه هرقل : لم أغدر ، ولكن خفت الغدر من قبلك. وأمر هرقل بقبة ديباج فضربت لهما بين الصفين. فنزل هرقل فدخلها (٥) ودخل ـ وقال يعقوب : وأدخل ـ بترجمانه وأقبل شهربراز حتى دخل عليه فانتحيا وبينهما ـ وقال يعقوب : ومعهما ترجمان ـ حتى أحكما أمرهما ، واستوثق كل واحد منهما بالعهود ـ وقال يعقوب : بالعهد ـ والمواثيق حتى إذا فرغا من أمرهما خرج هرقل فأشار إلى شهربراز أن يقتل الترجمان لكي يخفي أمرهما وسرّهما ، فقتله شهربراز. ثم انكشف [شهربراز](٦) فجيّش الجنود ، وسار جيش هرقل إلى كسرى حتى أغار ـ وقال وجيه : أغاروا ـ على كسرى ومن بقي معه. فكان ذلك أول هلكة كسرى. ووفا هرقل لشهربراز بما أعطاه من ترك أرض فارس وسبيها. فانكشف
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي خع : ذهبتم إنه طابت ... ما طابت.
(٢) كذا بالأصل ، وفي خع : ذهبتم إنه طابت ... ما طابت.
(٣) في خع : «بموعدك» وفي مختصر ابن منظور : فموعدك.
(٤) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
(٥) بالأصل : «يدخلها» والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور.
(٦) زيادة عن خع.