رجع أبو بكر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبره الخبر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لم فعلت؟ فكل ما دون العشرة (١) فهو من البضع» [٣٧٤].
قال مجاهد : قد مضت غلبة الروم فارس كما قال في بضع سنين ، وظهرت عليها على رأس تسع سنين.
قال عطاء الخراساني ، عن عكرمة : في بضع سنين ، والبضع ما بين ثلاث إلى العشر في العدد. ففرح المؤمنون بظهور الروم وتصديق القرآن.
قال الزّهري : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن الروم ظهرت على فارس على رأس تسع سنين. وذلك في زمن الحديبية فنحب أبو بكر ، وفرح بذلك المؤمنون.
قال مجاهد قوله : (يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) ورسوله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي الحافظ ، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه القاضي ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السّمسار ، قالوا : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرّشيذ قوله : نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ نا عبد الله بن شبيب ، حدّثني محمد بن خالد بن عثمة (٢) ، نا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي ، عن الزّهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لأبي بكر في مناحبة قريش : «ألا احتطت؟ فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع» [٣٧٥].
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين ، قالا : أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ ، قال الوليد : فأخبرني أسيد الكلابي عن العلاء بن الزبير الكلابي ، عن أبيه قال : رأيت غلبة فارس الروم ، ثم رأيت غلبة الروم فارس ، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم وظهورهم بالشام والعراق ، وكل ذلك في خمس عشرة سنة.
__________________
(١) عن خع وبالأصل «العشر».
(٢) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه : بمثلثة ساكنة قبلها فتحة ، ويقال إنها أمه.