سمائهم ، ونزل بنو يافث الصّفون تجري الشام والصبا ، وفيهم الشقرة والحمرة وأخلا الله تعالى أرضهم فاشتد بردها ، وأجلا سماءها فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقد وابتلوا بالطاعون. ثم لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث ، فلحقت بعدهم مهرة بالشحر ، ولحقت عبيل بموضع يثرب ، ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء. ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة (١) فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم فسميت الجحفة ، ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ، ثم لحقت طسم وجديس باليمامة ، وإنما سميت اليمامة بامرأة منهم ، فهلكوا ولحقت أميم بأرض أبار فهلكوا بها ، وهي يمين اليمامة والشحر لا يصل إليها اليوم أحد ، غلبت عليها الجن. وإنما سمّيت أبار بأبار بن أميم. ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت اليمن حيث تناهوا إليها ولحق قوم من بني كنعان بن حام (٢) بالشام فسميت بالشام حيث تشاءموا إليها. وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان. ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها [ونفوهم عنها ، فكانت الشام لبني إسرائيل. ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم](٣) وأجلوهم إلى العراق إلّا قليلا منهم. وجاءت العرب فغلبوا على الشام.
وكان فالغ ، وكان فالغ (٤) بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح ، هو الذي قسم الأرض بين بني نوح كما (٥) سمينا في الكتاب.
قال : ويقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ. وطسم وأميم وعمليق ، وهو غريب ، بنو لوذ بن سام بن نوح ، وثمود وجديس ابنا حاثر بن أرم بن سام بن نوح ، وعاد وعبيل ابنا عوص بن ارم بن سام بن نوح والروم بنو السقطان بن ثوبان بن يافث بن نوح عليهالسلام.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي
__________________
(١) الجحفة بالضم ثم السكون ، كانت قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل ، وسميت الجحفة لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام.
(٢) بالأصل «حازم».
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن الطبري ١ / ٢٠٩.
(٤) بالأصل «فانح» والمثبت موافق لما في المطبوعة. وكان فالغ ، كذا مكرر بالأصل.
(٥) عن الطبري ١ / ٢٠٩ ومخطوط الخزانة العامة بالرباط ، وبالأصل «فما».