باب
ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار
أخبرنا أبو القاسم (١) بن هبة الله بن عبد الملك بن أحمد الواسطي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أخبرني عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، نا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظ ، أخبرني أبي ، وأبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين الأطروش ، قالا : أنا أبو القاسم عمّار بن الخزر بن عمّار الجسريني بجسرين (٢) ، نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يزيد بن زفر الأحمري البعلبكّي بدمشق ، قال : قال أبي عبد الله : حدثني أبي يزيد ، عن جدي زفر قال : سألت مكحولا عن نهر يزيد وكيف كان قصته قال (٣) : سألت مني (٤) خبيرا أخبرني الثقة أنه كان نهرا نباطيا يجري شيئا ، يسقي ضيعتين في الغوطة لقوم يقال لهم بنو فوقا. ولم يكن فيه لأحد شيء غيرهم. فماتوا في خلافة معاوية ولم يبق لهم وارث. فأخذ معاوية ضياعهم وأموالهم فلم يزل كذلك حتى مات معاوية في رجب سنة ستين ، وولي ابنه يزيد فنظر إلى أرض واسعة ليس لها ماء. وكان مهندسا ، فنظر إلى النهر فإذا هو صغير. فأمر بحفره ومنعه من ذلك أهل الغوطة ، ودافعوه فلطف بهم على أن ضمن لهم خراج سنتهم من ماله. فأجابوه إلى ذلك ، فاحتفر نهرا في سعة ستة أشبار وعرضه وعمقه ستة أشبار ، وله ملء جنبتيه. وكان على ذلك كما شرط لهم. فهذه قصة نهر يزيد.
__________________
(١) بالأصل وخع : أبو القاسم بن هبة الله.
(٢) بالأصل : الحسريني بحسرين خطأ والصواب بالجيم في اللفظتين : وجسرين بكسر الجيم والراء ، قرية من قرى دمشق. (معجم البلدان).
(٣) بالأصل : قالت.
(٤) بالأصل : خيبرا.