باب
ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة
عند افتتاح الشام على أهل الذمة
أخبرنا أبو محمد سهل بن بشر الإسفرايني ، أنبأ أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبد الله القطان ، أنبأ عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر ، نا محمد بن إسحاق بن راهوية الحنظلي ، نا أبي ، نا بشر بن الوليد ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرّحمن بن غنم أن عمر بن الخطاب كتب على النصارى حين صولحوا :
بسم الله الرّحمن الرحيم.
«هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين رضياللهعنه من نصارى أهل الشام.
إنا سألناك الأمان لأنفسنا وأهالينا وأموالنا وأهل ملتنا على أن نؤدي الجزية عن يد ونحن صاغرون ، وعلى أن لا نمنع أحدا من المسلمين أن ينزلوا كنائسنا في الليل والنهار ، ونضيفهم فيها ثلاثا ، ونطعمهم فيها الطعام ، ونوسع لهم أبوابها ، ولا نضرب فيها بالنواقيس إلّا ضربا خفيا ، ولا ترفع فيها أصواتنا بالقراءة ، ولا نؤوي فيها ولا في شيء من منازلنا جاسوسا كعدوكم ، ولا نحدث كنيسة ولا ديرا ولا صومعة ولا قلاية (١) ، ولا نجدد ما خرب منها ، ولا يقصد الاجتماع فيما كان منها من خطط المسلمين وبين ظهرانيهم ، ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه ولا نظهر صليبا على كنائسنا ولا في شيء من طرق المسلمين وأسواقهم ، ولا نتعلم القرآن ، ولا نعلّمه أولادنا ، ولا نمنع أحدا من ذي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أراد ذلك ، وأن تجزّ مقادم رءوسنا ، ونشد الزنانير في أوساطنا ، ونلزم ديننا ، ولا نتشبه بالمسلمين في لباسهم ولا في هيئتهم ، ولا في
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ١ / ٢٢٧ قلية.