سروجهم ، ولا نقش خواتيمهم فننقشها عربيا ، ولا نكتني بكناهم ، وأن نعظمهم ونوقّرهم ونقوم لهم من مجالسنا ، ونرشدهم في سبلهم وطرقاتهم ، ولا نطلع في منازلهم ، ولا نتخذ سلاحا ولا سيفا ولا نحمله في حضر ولا سفر في أرض (١) المسلمين ، ولا نبيع خمرا ولا نظهرها ، ولا نظهر نارا مع موتانا في طرق المسلمين ، ولا نرفع أصواتنا مع جنائزهم ، ولا نجاور المسلمين بهم ، ولا نضرب أحدا من المسلمين ، ولا نتخذ من الرقيق (٢) بيتا جرت عليه سهامهم.
شرطنا ذلك كله على أنفسنا وأهل ملّتنا فإن خالفناه فلا ذمة لنا ، ولا عهد ، وقد حلّ لكم منا ما يحلّ لكم من أهل الشقاق والمعاندة».
أخبرنا أبو القاسم الشحّامي ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ح.
وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن محمد بن أبي عقيل (٣) ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي الشافعي ، نا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس قالا : أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي ، نا محمد بن إسحاق بن أبي إسحاق أبو العباس الصّفّار ، نا الربيع بن ثعلب أبو الفضل ، نا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار (٤) ، عن سفيان الثوري ، والوليد بن نوح ، والسري بن مطرف يذكرون عن طلحة بن مصرف ، عن مسروق ، عن عبد الرّحمن بن غنم (٥) قال : كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى الشام :
بسم الله الرّحمن الرحيم ، هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا.
إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا ، وذرارينا وأموالنا وأهل ملّتنا ،
__________________
(١) بالأصل : «أرفع» وعلى هامشه : «لعله أرض» وفي خع : «أرض» وهو ما أثبت.
(٢) بالأصل : «حرب» والمثبت عن خع ، وفي مختصر ابن منظور : «ولا نتخذ من الطريق ما جرى عليه سهام المسلمين».
(٣) بالأصل : «أبو طالب بن عبد الرحمن بن عقيل بن عقيل» والصواب ما أثبت عن خع والمطبوعة ١ / ٥٦٤.
(٤) عن خع وبالأصل : العيذار.
(٥) عن خع وبالأصل عثمان.